تواصلت اليوم الخميس الاحتجاجات وأعمال العنف والمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن بمدينة سليانةالتونسية٬ شمال غرب البلاد٬ حيث أعلن الاتحاد الجهوي للشغل التابع للمركزية النقابية، شن إضراب عام وتنظيم مسيرات شعبية للتنديد بما وصفه ب"سياسة التهميش" التي تمارسها الحكومة في حق المنطقة. وحسب إذاعات محلية، أحرق المتظاهرون اليوم مركزا للأمن وسيارتين تابعتين للحرس الوطني (الدرك) في مدينة كسرى التابعة لولاية سليانة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت من قبل أنه جرى أمس إحراق 4 مراكز للأمن في عدد من المدن التابعة للولاية نفسها٬ فيما خلفت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي استعملت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين٬ خلال اليومين الماضيين٬ حوالي 250 شخصا نقل أغلبهم إلى مستشفى المدينة، وبعضهم إلى مستشفيات العاصمة. وفي سياق متصل دعت التنسيقية العليا للائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة اليوم٬ إلى تشكيل "لجنة تحقيق مستقلة لكشف الحقائق وتحديد المسؤوليات" حول الأحداث التي تعيشها المنطقة. وأدانت التنسيقية في بيان لها "أحداث العنف في كل مظاهره"٬ معبرة عن "عميق أسفها لكل ما انجر عن هذه الأحداث من إصابات في صفوف المحتجين ورجال الأمن وأضرار في مؤسسات الدولة والمرافق العامة والممتلكات الخاصة"٬ متهمة من وصفتهم ب"القوى المعادية للثورة" بالوقوف وراء أعمال العنف والفوضى التي تشهدها المنطقة. وعبر الائتلاف الحاكم عن "تفهمه للمطالب المشروعة" لأهالي المنطقة في التنمية والتشغيل والحق في التعبير والاحتجاج السلمي٬ غير أنه شدد على "ضرورة احترام الجميع للدولة ومؤسساتها الشرعية".