نظمت جمعية التضامن النسوي، يوم الجمعة 23 نونبر الماضي، حلقة دراسية تحت عنوان "الأم العازبة في اتجاه قانون حقيقي فعال"، بدعم من مؤسسة "أنتيرمون أوكس فام وكيبوزكوا". عائشة الشنا رئيسة جمعية التضامن النسوي تسعى جمعية التضامن النسوي، من خلال هذا الفضاء التبادلي، وفي مجال اشتغالها من أجل التوعية بواقع الهشاشة للوضع السوسيو اقتصادي للأم العازبة بالمجتمع المغربي، إلى إشراك جميع الفاعلين المهتمين بالنهوض بحقوق النساء بصفة عامة، وبوضع الأم العازبة بصفة خاصة، على الصعيد الوطني وكذا العالمي. وجاء هذا اللقاء تتمة لحلقة دراسية سابقة نظمت على الصعيد الوطني بتاريخ 30 شتنبر وفاتح أكتوبر 2011، وهو أيضا استجابة لخلق دينامية للتنسيق بين الفاعلين، وتطويرا للتفكير والتآزر الجماعي، وفضاء لتقاسم التجارب حول تطور وضع الأم العازبة بالمغرب. ودعت الجمعية من خلال هذا اللقاء التواصلي إلى ضرورة فتح حوار جاد وواسع حول وضع الأم العازبة. وجرى خلال اللقاء تقديم تقرير تحليلي للبروفيسور نعيمة الشيخاوي حول "الأمهات العازبات بالمغرب حقائق وآفاق التغيير"، عرض مختلف رهانات الإشكالية التي أخذت أبعادا مهمة منذ الثمانينيات حين بدات الجرأة في المطالبة باعتراف بواقع مرير يحتاج إلى متابعة إلى غاية اليوم حيث الظاهرة تواجه تحديات تغيير واقع الأمهات العازبات المختزل في ظلم اجتماعي متعدد الوجوه. وقدم التقرير إحصاء من 210.434 أما عازبة سنة 2009، مشيرا إلى تجند المجتمع المدني الذي أفرز عددا من المقاربات لمرافقة الأم العازبة في محنتها، رغم الإكراهات المجتمعية، واستراتيجيات العمل الخاصة بهذه المرافقة، ما يستدعي حاليا الوقوف على نقط القوة والضعف، واستخلاص النتائج الإيجابية، أو الصعوبات المقاومة لمقاربة الإشكالية. وأثار اللقاء انخراط جمعية التضامن النسوي منذ 26 سنة (1985)، من أجل إسماع صوت الأم العازبة، ودعوة الجمعية، اليوم، إلى حوار وتفكير معمق حول التوجهات الجديدة الواجب اتخاذها في مغرب يتغير، ويحدد اختياراته الكبرى لدمقرطة وتعزيز دولة القانون للجميع، ومن أجل الجميع. من أهداف اليوم الدراسي، التذكير بتوصيات الحلقة الدراسية السابقة، من أجل تعميق المعرفة حول السياق الحالي لوضعية الأم العازبة، وتطور هذه الوضعية، وكذا حول التحديات التي على الفاعلين المعنيين رفعها، مع تحليل الحاجيات والانتظارات، عبر الاستماع إلى هذه الأم وإيصال صوتها. هذا إلى جانب أهداف تهم، بالأساس، توضيح وجهات النظر والأبعاد السوسيوثقافية لوضعية الأم العازبة، وجرد المقاربة القانونية لهذه الوضعية، وتقريب مواقف الجمعيات النسائية والحقوقية من الأمهات العازبات في مواجهتها للمقاربة القانونية المجحفة في حق الأم العازبة، والمحققة لمكتسبات الطفل خارج مؤسسة الزواج. وجدد اللقاء الدعوة إلى تعبئة جمعوية تقوم على رؤية واضحة، وعلى توجهات جديدة ذات مرجعية موحدة حول المعطيات الميدانية، مجتمعيا وسياسيا، وإلى انخراط جمعوي يهدف إلى دفع أصحاب القرار والسياسيين إلى تحمل مسؤوليات فعالة ومجدية. اللقاء يدخل في إطار مشروع "دعم وتقوية السلطة السوسيواقتصادية للأمهات العازبات داخل مراكز جمعية التضامن النسوي بالدارالبيضاء" الذي أعدته الجمعية.