أكد سفير الشيلي بالمغرب كارلوس شارم سيلفا أن المغرب والشيلي اتفقا على إبرام اتفاق تفضيلي في مجال التجارة من أجل تعميق التعاون الثنائي في الميدانين التجاري والاقتصادي من خلال تحرير التجارة الثنائية. وقال السفير، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء "سنبدأ بإبرام اتفاق تفضيلي في مجال التجارة بين المغرب والشيلي سيكون الأول من نوعه بين الشيلي وبلد عربي"، مضيفا أن المفاوضات الأولية بين البلدين مكنت من وضع قائمة بالمنتجات التي تحظى بالأهمية لدى كلا الطرفين في إطار مقاربة لفائدة الطرفين. وأكد سيلفا مجددا رغبة بلاده في الرقي بالعلاقات الاقتصادية مع المغرب إلى مستوى العلاقات السياسية، موضحا أن هذا الاتفاق التفضيلي في مجال التجارة سيتيح للبلدين الاستفادة من الفرص المتوفرة في المجال الاقتصادي وإيجاد أسواق جديدة لمنتجاتهما . وذكر في هذا السياق، بأن الاجتماع الذي عقده وفد شيلي من مستوى رفيع، مؤخرا في الرباط، مع الكاتبين العامين لوزارتي الشؤون الخارجية والتعاون والتجارة الخارجية، والذي جدد خلاله الطرفان الالتزام السياسي للبلدين لتحرير التجارة الثنائية، كخطوة تمهيدية لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة في السنوات القادمة. وهكذا، اقترحت الشيلي على المغرب وثيقة حول المقتضيات المرجعية لمشروع الاتفاق المنتظر إبرامه، وذلك قصد دراستها وتقديم مقترحات بشأنها خلال الاجتماع الاستكشافي الأول¡ الذي سيعقد في 14 يناير 2013 في سانتياغو. وأعلن سيلفا عن افتتاح المكتب التجاري للشيلي في الدارالبيضاء في شهر مارس 2013، والذي يهدف إلى الترويج للتجارة الشيلية، وذلك بحكم الموقع الاستراتيجي للمغرب في إفريقيا واستقراره السياسي. وبخصوص التعاون جنوب-جنوب، أكد الدبلوماسي الشيلي أنه "ضروري للغاية"، خاصة في مجال التنمية البشرية، مشيرا إلى تطابق وجهات نظر المغرب والشيلي حول العديد من القضايا. وأشاد سيلفا بالتجربة المغربية في مجال الطاقات المتجددة، معربا عن أمله، في هذا السياق، في التعاون مع المملكة في هذا المجال للتقليص من تكاليف الفاتورة الطاقية بالشيلي. كما أعرب عن يقينه من أن التعاون المغربي-الشيلي في المجال الفلاحي "لا يمكنه إلا أن يكون ناجحا" بفضل الموارد الطبيعية التي يزخر بها البلدان، وتشابه سياساتهما الفلاحية، والتكامل بين الموسمين الفلاحيين بالمنطقتين بما يتيح الحصول على منتجات فلاحية غير تنافسية. وأعرب، في المقابل¡ عن أسفه لضعف مستوى صادرات الفواكه الشيلية الموجهة للمغرب والتي بلغت قيمتها 4 ملايين دولار فقط في سنة 2011. وفي هذا السياق، أشار إلى اتفاق التعاون الموقع في شتنبر الماضي بين جمعية منتجي ومصدري الفواكه والخضروات وجمعية مصدري الفواكه الشيلية، والذي سيقوم الجانبان بموجبه بالاشتراك في انتاج بعض الفواكه.