ينظم معهد أماديوس الدورة الخامسة لمنتدى "ميدايس 2012"، الذي سينعقد في الفترة من 14 إلى 17 نونبر المقبل بطنجة. ويتناول المنتدى هذه السنة موضوع "متطلبات النظام العالمي الجديد"، على ضوء الأحداث الدولية والإقليمية المثيرة لسنة 2011، وهو موضوع يطرح تفكيرا موسعا في عمق الإشكاليات الحالية، مثل تقاسم التجارب بين دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، المعروفة ب"3A"، وتقدم المشاورات والتعاون بين الشمال والجنوب. ويحضر هذا اللقاء الدولي في نسخته الجديدة، أزيد من 200 مشارك من القادة، ورؤساء الدول السابقين، والوزراء، وممثلين رسميين لعدد من الدول، ورؤساء المقاولات، وقادة المنظمات الدولية، والخبراء، وأيضا، ممثلين عن المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وفضلا عن المتدخلين المقررين في الجلسات العامة والورشات القطاعية، من المنتظر أن يشارك أزيد من 2500 متدخل آخر، بين مقررين حكوميين، وإدارات عمومية، وجامعيين، وباحثين، لإغناء النقاش. وقال إبراهيم الفاسي الفهري، الرئيس المدير العام لمعهد أماديوس، إن أحداث 2011 مكنت من بروز نظام عالمي جديد يسير نحو إعادة توازن جديد لفائدة الدول النامية، ما يجعل سنة 2012 وريثة لكل الإشكاليات والرهانات التي ظلت معلقة، نتيجة تطور الأحداث التي طبعت العالم، ابتداء بالربيع العربي، وممارسة السلطة من قبل الإسلاميين المعتدلين في إفريقيا الشمالية، إلى الانتخابات الرئاسية بفرنسا والولايات المتحدة، مرورا بعدد من الانتخابات التشريعية والرئاسية بإفريقيا، فضلا عن متابعة طلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة، ومسلسل السلام في الشرق الأوسط، وإيران، وأزمة الديون في أوروبا والولايات المتحدة... وكلها محاور سيحتدم النقاش حولها في مجموعة من الجلسات والورشات، التي ينظمها المنتدى. وأضاف الفهري في كلمة نشرها على الموقع الإلكتروني ل"ميدايس 2012"، أن معهد أماديوس، منذ إنشائه، ظل وفيا لاستراتيجيته الرامية إلى تناول كل القضايا الراهنة بالمناقشة والتحليل عبر مختلف الآليات التي يتوفر عليها مثل منتدى ميدايس، مؤكدا أن الدورة الحالية تأتي في وقت تعرف دول الجنوب نموا اقتصاديا متسارعا يوازي سياسة خارجية أكثر نشاطا، وقوة عسكرية في تطور، كما يأتي في ظرفية تميزها نهاية احتكار التكنولوجيات من قبل الشمال، ما يطبع بداية عهد جديد متعدد الأقطاب وبتحالفات مصلحية متغيرة. واعتبر الفهري أن نجاحات المنتدى المتوالية ستجعله المؤسسة الحقيقية الأمثل للحوار شمال جنوب، خصوصا في ما يتعلق بقضايا الطاقة والتقلبات المناخية والفلاحة والأمن الغذائي.. ويعتزم المعهد تطوير سلسلة من المؤتمرات الإقليمية والدولية لأول مرة خارج المغرب. ويمكن اعتبار منتديات ميدايس في نمو مضطرد، حيث أصبحت تعتبر أرضية للتبادل والتفكير حول مختلف القضايا والأحداث المطروحة. كما أصبحت تندرج ضمن كبريات المؤتمرات الدولية. وعبر الفهري عن ارتياحه لنجاحات المنتدى، دورة بعد أخرى، باعتباره من المنتديات الخاصة بدول الجنوب، التي اكتسبت إشعاعا عالميا.