قرر أربعة أفراد٬ من أسرتين٬ يتحدرون من قبيلة الرقيبات لبيهات٬ استفادوا، أخيرا، من عملية تبادل الزيارات العائلية٬ البقاء بأرض الوطن وعدم العودة إلى جحيم مخيمات تندوف. ويتعلق الأمر بكبولة التاقي بنت محمد (43 سنة)، وابنتها فاطمة الغالي بنت محمد سالم خطري (24 سنة)٬ وسعيد ولد محمد لامين ولد محمد ولد المختار(23 سنة)، وشقيقه المهدي (20 سنة). وقرر هؤلاء الأفراد البقاء بمدينة السمارة، التي وصلوا إليها في 19 شتنبر الماضي٬ في إطار الرحلة السابعة عشرة لعملية تبادل الزيارات العائلية برسم سنة 2012، التي تشرف عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بين الأقاليم الجنوبية للمملكة ومخيمات تندوف جنوبالجزائر. وأعرب محمد سالم عن فرحته بلم شمله بزوجته وابنته وعودتهما إلى أرض الوطن، وتمكنهما من وضع حد للظروف المعيشية الصعبة التي ظلتا تكابدناها لأزيد من ثلاث عقود٬ مبرزا أن قرار بقائهما بأرض الوطن كان عن قناعة راسخة، بعد اطلاعهما على مستوى التنمية التي عرفتها مدينة السمارة٬ والأمن والطمأنينة التي يتمتع بها الوطن. وأوضح سالم٬ وهو أحد أعيان القبائل الصحراوية بالسمارة٬ وعائد سابق إلى أرض الوطن٬ أن كل الصحراويين المغاربة بمخيمات تندوف تحذوهم الرغبة للعودة إلى أرض الوطن٬ نظرا لقساوة الظروف المعيشية التي تزداد سوء يوما بعد يوم٬ بالإضافة إلى سوء المعاملة وانعدام الأمن. وقال محمد سالم٬ في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن "قيادة البوليساريو تسعى جاهدة إلى الإبقاء على التشتت الأسري والتفريق بين الآباء وأبنائهم"٬ مشيرا٬ في هذا السياق٬ إلى أن أبناءه الذين كانوا سيستفيدون إلى جانب أفراد أسرتهم من الزيارات العائلية جرى استدعاؤهم للقيام بمهمات بمعسكرات "البوليساريو" ليحرموا بذلك من العودة إلى وطنهم. وذكر أن اختطاف زوجته منذ 1979، ب"مدشر الربيب" بالسمارة وترحيلها إلى تندوف، وكباقي المحتجزين كان تحت الترهيب والتهديد بالتصفية لكافة أفراد العائلات٬ مشيرا إلى أنه لا أحد آنذاك كان يعرف الوجهة التي يقتاد إليها. من جانبه٬ اعتبر محمد صالح ولد سيدي العالم الإدريسي أن فرصة الفرار من مخيمات تندوف والالتحاق بأرض الوطن ولادة جديدة لأبناء عمومته٬ سعيد والمهدي٬ مبرزا أن واقع حال السكان المحتجزين في تلك المخيمات صعب للغاية يعجز اللسان عن وصفه٬ بل ولا يمكن تصوره٬ فمآسي هؤلاء تتنوع ما بين المعاناة النفسية والإنسانية٬ إلى قساوة الظروف المناخية والحرمان من أبسط الحقوق بالإضافة إلى استغلال قادة "البوليساريو" لمعاناة سكان المخيمات٬ من أجل إطالة أمد نزاع الصحراء٬ والاغتناء من خلال تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين. وعبر محمد صالح٬ وهو أحد شيوخ القبائل الصحراوية بالسمارة٬ عن أمله في إيجاد حل لهذا النزاع وفك الحصار عن المغاربة المحتجزين وإنقاذهم من جحيم مخيمات تندوف٬ الذين يتطلعون بلهفة للعودة إلى وطنهم٬ مسجلا٬ في هذا الصدد٬ أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تبقى الحل الأمثل لهذا النزاع المفتعل الذي عانته العائلات الصحراوية كثيرا جراء التفرقة والتشتت الأسري.