أجرى المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، عبد الكبير العلوي المدغري٬ أمس الأربعاء، بالرباط٬ مباحثات مع وزير شؤون القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية٬ محافظ القدس الشريف، عدنان الحسيني والذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب٬ تمحورت حول البرامج المستقبلية للوكالة والمشاريع التي أنجزتها وتلك التي هي بصدد تحضيرها لفائدة المقدسيين. وأوضح الحسيني٬ في تصريح للصحافة، عقب لقائه بالعلوي المدغري٬ أن مباحثاته مع المدير العام لوكالة بيت مال القدس، تناولت برامج عمل الوكالة وما تحقق من مشاريع، وما يجري إنجازه على أرض الواقع٬ واستشرفت، أيضا، برامجها المستقبلية في هذا الصدد٬ مذكرا أن هذه المشاريع تصب جميعها في دعم معركة صمود المقدسيين٬ خاصة أن الرهان الآن٬ وفي ظل ظرفية "يطبعها فراغ سياسي وتهيمن عليها أجواء مؤامرة سياسية دولية" تؤثر سلبا على مسار القضية الفلسطينية٬ أصبح منصبا بالأساس على الإنسان الفلسطيني الذي سيحمي الأرض والمقدسات. وأضاف أن زيارته لمقر وكالة بيت مال القدس الشريف تندرج في إطار روح التواصل الدائم التي ما فتئت تجمع بين القيمين على هذه المؤسسة العتيدة والمسؤولين الفلسطينيين. وعبر٬ في هذا السياق٬ عن سعادته الغامرة لزيارته للمغرب، الذي يرأس لجنة القدس الشريف في شخص صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ التي تعد مناسبة بالنسبة له لتجديد روابط الأخوة التاريخية التي تجمع بين الشعبين المغربي والفلسطيني٬ مؤكدا أن العلاقات المغربية الفلسطينية المتجذرة تاريخيا ستظل راسخة البنيان إلى أن تتحرر القدس وتصير عاصمة للدولة الفلسطينية. يذكر أن وكالة بيت مال القدس الشريف مولت٬ ما بين (2010 و2011)، مشاريع بقيمة 17,8 مليون دولار٬ شملت أساسا قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والطفولة والشباب ورعاية الأيتام٬ وهي جميعها قطاعات تحظى بالأولوية في عمل الوكالة وذلك بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وترعى الوكالة 500 يتيم مقدسي في إطار برنامج جرى إطلاقه لهذا الغرض في 22 أكتوبر 2010، كما تعنى بالفئات المعوزة من خلال مشروع "العيش الكريم"، الذي توزع الوكالة بمقتضاه يوميا أرغفة العيش لفائدة 1600 عائلة مقدسية. وكان الحسيني وقع أمس إلى جانب رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط فتح الله ولعلو٬ على اتفاقية توأمة ما بين مدينتي الرباطوالقدس الشريف ترمي بالأساس إلى ترسيخ أواصر التعاون وتعميق صلات الأخوة التاريخية بين سكان المدينتين٬ وتشجيع التبادل الثقافي٬ وتبادل الخبرات والمعلومات في مجالات التجهيزات التحتية والتخطيط المعماري والحضري والتعليم والصحة والإسكان والتنمية المستدامة٬ وأيضا، تعزيز علاقات التعاون في مجالات الاتصالات والعلاقات الدولية٬ والتنسيق بين ممثلي المدينتين في كل المؤتمرات واللقاءات والمنتديات الإقليمية والدولية بهدف حماية القدس من الاحتلال الإسرائيلي.