سلط الموقع الإخباري "ميدل إيست أونلاين"٬ أول أمس الأربعاء٬ الضوء على دراسات وتقارير علمية حديثة تؤكد وجود ارتباط ومصالح مشتركة بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي و"البوليساريو"، مما سيكون له انعكاسات "لا حصر لها" على استقرار وأمن المنطقة. ونقل "ميدل إيست أونلاين"٬ الذي يوجد مقره في لندن٬ عن مجموعة التفكير الأمريكية "كارنيجي إندومنت"٬ تحذيرها من أن "المصالح المشتركة والتواطؤ الواضح بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجبهة "البوليساريو" تعتبر محركا لتنظيم إرهابي ستكون له انعكاسات لا حصر لها على استقرار وأمن المنطقة". وأوضحت "كارنيجي إندومنت" في تقرير لها أن "الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تعمل بإصرار على تقوية علاقاتها بتجار المخدرات في مخيمات تندوف٬ الذين تغلغلوا فيها على نطاق واسع من خلال تجنيد شباب يشعر بالإحباط". وأبرز التقرير أن "تورط شباب صحراويين في تهريب المخدرات بالمنطقة أضحى حقيقة مثيرة للقلق"٬ مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب "يعانون تنامي عزلتهم اجتماعيا وغياب التوجيه٬ ولا يتوفرون على أي أفق". وحذر التقرير من النشاط الإجرامي المتزايد والتوترات الاجتماعية في مخيمات تندوف، التي تشكل بذلك تهديدا آخر على الاستقرار والأمن في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل ككل٬ مؤكدا أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومختلف شبكات الاتجار في المخدرات تتغذى من النزاعات الإقليمية. ودعا تقرير "كارنيجي إندومنت" إلى إيجاد حل للنزاع حول الصحراء، من خلال تحفيز الأطراف على التفاوض بشأن تسوية تركز على الحاضر والمستقبل بدل البقاء رهن إيديولوجيات موروثة عن الحرب الباردة٬ مؤكدا في هذا السياق أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يشكل أرضية جيدة للتفاوض لحل هذا النزاع الإقليمي. من جهة أخرى٬ نقل موقع "ميدل إيست أونلاين"٬ عن بيتر فام، مدير مركز "ميكاييل أنصاري" التابع ل (أتلنتيك كاونسيل)، تأكيده أن خيار الاستقلال كحل لقضية الصحراء سيؤدي إلى ميلاد دولة "تافهة وغير قابلة للحياة"، ستكون "لقمة سائغة" لتنظيم القاعدة في شمال إفريقيا. وأكد فام أن "المقاتلين المحليين والدوليين الناشطين بهذه المنطقة يشكلون تكتلات لا تهدد الأمن الإقليمي فقط، ولكن منطقة أوروبا وأمريكا الشمالية، أيضا"، مشيرا إلى أن العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي يدعمون المخطط المغربي للحكم الذاتي. وأضاف مدير مركز "ميكاييل أنصاري"، أن كاتبة الدولة في الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، كانت وصفت المقترح المغربي ب"الجدي وذي المصداقية والواقعي". وذكر فام٬ الخبير في شؤون تنظيم القاعدة والقضايا الجيو استراتيجية المتعلقة بالقارة الإفريقية، بأن المقترح المغربي"، الذي يتيح حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية مع إدارة محلية منتخبة، حظي أيضا، بتأييد كل من رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى للكونغرس، وعدد من الشخصيات البارزة داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية".