أكدت الصحيفة الإلكترونية "ميدل إيست أونلاين" أن الدبلوماسية المغربية انتزعت٬ من خلال تعهد الأممالمتحدة باحترام الأسس القانونية لبعثتها في الصحراء المغربية٬ والدفع بالعملية التفاوضية من دون أي تدخل سياسي٬ موقفا واضحاً بشأن دور المنظمة الدولية في نزاع الصحراء. وأوضحت الصحيفة في مقال على موقعها الإلكتروني بعنوان "نصر دولي للدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء"، أن الأممالمتحدة أكدت في البيان، الذي أصدرته عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الأمين العام الأممي بان كي مون وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن "الأممالمتحدة لا تنوي إدخال تعديلات على مهامها في مجال الوساطة التي تهدف إلى الدفع في اتجاه حل سياسي للنزاع مقبول من لدن الأطراف". وأشارت الصحيفة إلى أن المتتبعين لهذا الملف يرون أن الدبلوماسية المغربية٬ نجحت من خلال هذا التصريح٬ من انتزاع موقف واضح من الأمين العام للأمم المتحدة٬ بخصوص التزام المنظمة الدولية باحترام الأسس القانونية، التي خلقت بموجبها بعثة "المينورسو"٬ والتي حاول خصوم المغرب٬ خلال السنتين الأخيرتين٬ تغيير بنود مهمتها على الأرض٬ من خلال حث المنظمة الدولية على وضع آلية لمراقبة وضعية حقوق الإنسان بالأقاليم الصحراوية. وذكرت الصحيفة بأن بان كي مون جدد في اتصاله الهاتفي مع جلالة الملك محمد السادس التأكيد على أن "موفده الشخصي وممثله الخاص الجديد سينجزان تفويضيهما عبر الدفع قدما بالعملية التفاوضية"٬ معتبرة هذا التأكيد "التزاما بأن دورهما يجب أن ينحصر في لعب دور الوساطة من أجل تحسين ظروف التفاوض٬ دون محاولة لعب دور سياسي مباشر أو التأثير على مواقف مجلس الأمن عبر تقارير غير موضوعية ومنحازة". وأضافت أنه يمكن اعتبار هذا المكسب الجديد للدبلوماسية المغربية٬ "ثمرة سياسة واضحة المعالم ترتكز في الأساس على التشبث بمبدأ السعي لإيجاد حل سلمي دائم وعادل لهذه القضية٬ في إطار مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب للأمم المتحدة٬ والذي لقي ترحيبا من طرف المجتمع الدولي٬ مع انتهاج الصرامة إزاء كل الخطوات الهادفة إلى تغيير مسار المفاوضات أو توسيع اختصاصات البعثة الأممية". وأوضحت أن هذه الصرامة "تجلت بسحب المغرب لثقته من المبعوث الخاص الشخصي لبان كي مون٬ كريستوفر روس٬ بسبب مواقفه غير المتوازنة والمنحازة للطرف الآخر"٬ مبرزة أن الدبلوماسية المغربية ظلت وفية لنهجها ومسؤولياتها المتمثلة في مواصلة العمل للمحافظة على السلم والأمن الدوليين٬ خاصة بعد انتخاب المغرب٬ في الدور الأول وبأغلبية ساحقة٬ عضوا بمجلس الأمن٬ ابتداء من يناير 2012، في ما اعتبر من طرف مسؤوليين غربيين وأفارقة٬ تتويجا لدبلوماسية "مسؤولة وفعالة"٬ لعبت دورا مهما في السعي لإيجاد حلول لمختلف بؤر التوتر عبر العالم. وأضافت أن بيان الأممالمتحدة الأخير أشار إلى هذا التتويج بوضوح بتأكيده على أن الأمين العام للمنظمة اغتنم فرصة مكالمته الهاتفية مع جلالة الملك محمد السادس للإشادة "بالمساهمة المهمة" للمغرب في جهود السلام في الأممالمتحدة. وأشارت الصحيفة الإلكترونية٬ من جهة أخرى٬ إلى أن الأمين العام الأممي أكد أن موفده الشخصي وممثله الخاص الجديد سيبذلان جهدهما في سبيل مزيد من تحسين العلاقات الجزائرية المغربية، والإشراف على أنشطة حفظ السلام في المنطقة٬ في إشارة واضحة لسعي الدبلوماسية المغربية الإيجابي لتحسين العلاقات مع الجارة الجزائر٬ وللدور الذي يلعبه المغرب للحد من الأخطار المحدقة بالمنطقة والمتعلقة أساسا بالوضع القائم بمنطقة الساحل والصحراء٬ في توافق تام مع تصدير الدستور المغربي الجديد لسنة 2011، الذي ينص على العمل على بناء الاتحاد المغاربي٬ كخيار استراتيجي٬ وكذا تقوية علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الإفريقية٬ لاسيما مع بلدان الساحل والصحراء. وأوردت الصحيفة تصريحا للباحث الأميركي وليام زارتمان، الأستاذ بجامعة جونز هوبكينز، والمتخصص في تدبير النزاعات، أدلى به لإذاعة "ميدي 1"، والذي أكد فيه أنه آن الأوان للوعي بضرورة إنهاء نزاع الصحراء وتسويته عبر دراسة وتطوير المقترح المغربي للحكم الذاتي٬ مبرزا أن "هذا النزاع الذي دام طويلا دخل مرحلة جديدة مع مقترح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، الذي لاقى ترحيبا لدى مجلس الأمن الدولي وجرى تفضيله على حل الاستفتاء المطروح منذ سنوات".