قال البشير الدخيل، الناشط الصحراوي وأحد القادة المؤسسين لجبهة البوليساريو، في تصريح ل"المغربية" إن "قيادة البوليساريو ماتت سياسيا وعسكريا، وخطابها متجاوز، أكل الزمن عليها وشرب، ولا تتوفر على أدنى قدرة للبقاء والمقاومة، فهي ممدة فوق سرير جزائري". جاء هذا التصريح في إطار تعليقه على الأحداث المتواترة في مخيمات تيندوف، إذ اصطدمت جبهة البوليساريو، خلال الأيام القليلة الماضية، بمواقف صحراويين معارضين لسياستها القمعية وأطروحتها الباطلة، فاستقال، الاثنين الماضي، الحاج أحمد بركلا، وزير التعاون في ما تعتبره البوليساريو حكومتها، احتجاجا على تلاعب اللوبيات التابعة للدكتاتور محمد عبد العزيز بالمساعدات الموجهة للصحراويين في المخيمات، كما واجه صحافيون صحراويون يعملون في الإذاعة المخصصة لدعاية البوليساريو ضغوطا من قبل قياديي الجبهة ضدا على حرية التعبير، وطردوا من مناصب عملهم، بسبب سماحهم بنقل أشعار وتصريحات لصحراويين ينتقدون سياسة البوليساريو. من جهة أخرى، دخل مصطفى سلمى، منذ أول أمس الثلاثاء، في إضراب عن الطعام، احتجاجا على تجاهل المنظمات الدولية وحكومات الدول المعنية للأوضاع المزرية، التي يعيشها الصحراويون فوق التراب الجزائري، وضمنها حالته المتمثلة في الإبعاد القسري والقمع وعدم قبول الرأي الآخر داخل المخيمات. وأضاف البشير الدخيل أن "الأزمة تدخل عقدها الرابع، ومن الطبيعي أن تنعكس التحولات، التي تشهدها المنطقة والعالم على تلك المخيمات المحاصرة ويظهر ثائرون يحملون مشعل الحرية والتخلص من الوهم". وأضاف في اتصال مع "المغربية" أن المجموعة نفسها، التي دخلت في اللعبة قبل 38 سنة، ما تزال مسيطرة على أوضاع الصحراويين ومنصاعة لتعليمات النظام الجزائري، الذي يراهن عليها لإيذاء المغرب والانتقاص من سيادته، ووصف البشير علاقة البوليساريو بسكان المخيمات بأنها "علاقة استغلالية مائة في المائة، تقوم على اعتبار جبهة البوليساريو للصحراويين بمثابة صك تجاري يضمن بقاءها واستمرارها واغتناء أفرادها". وحول التغييرات، التي بدأت تطرأ على مواقف سكان المخيمات حيال هذه الجبهة الديكتاتورية، أوضح البشير أن "العالم تغير، منذ سقوط جدار برلين، وانتهاء الحرب الباردة، وظهور العولمة، واندلاع الأزمات الاقتصادية المؤثرة على علاقات الدول، التي لها صلة بموضوع الصحراء، واندلاع الربيع العربي، الذي غير الأوضاع في تونس وليبيا وغيرهما، فيما دار لقمان ما تزال على حالها بالنسبة إلى جبهة البوليساريو"، مضيفا أن ردة الفعل الحقيقية تأتي من داخل المخيمات وتأخذ طابعا ثوريا ضد قيادة البوليساريو الجامدة والفاسدة. وقال البشير إن البوليساريو طالما راهنت على المفاوضات مع المغرب لضمان بقائها سياسيا، معتبرة مسلسل التفاوض شماعة تعلق عليها آمالا زائفة تخدع بها الصحراويين، لكن عندما تفشل في تحقيق التقدم تبرز الخلافات بين قيادييها، وتظهر الانشقاقات، بسبب انسداد الأفق، وانعدام الديمقراطية، وغياب حقوق الإنسان، إضافة إلى الانزلاقات الخطيرة، التي بدأت تظهر، أخيرا جراء انخراط عناصر في ميليشيات البوليساريو في عمليات إرهابية، عبر الساحل والصحراء، مثل خطف الرهائن، والاتجار في الأسلحة والمخدرات وتهريب البشر.