يعد مشروع التطهير السائل بمركز كنفودة (إقليمجرادة)٬ الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ انطلاقة أشغال إنجازه٬ أول أمس السبت٬ إحدى البنيات التحتية الأساسية الكفيلة بحماية الموارد المائية الجوفية من آثار التلوث، والمساهمة في ترشيد استعمال المخزونات المائية٬ بما من شأنه تحسين إطار عيش السكان، والحفاظ على سلامة الوسط البيئي. ويعكس المشروع٬ الذي تقدر كلفة إنجازه ب17 مليون درهم٬ الاهتمام الخاص، الذي ما فتئ يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ لمختلف المشاريع والبرامج الرامية إلى تطوير وتحسين أداء شبكات الصرف الصحي والتطهير السائل٬ لاسيما بالمراكز الحضرية الصغيرة والمتوسطة٬ اعتبارا لأهميتها البالغة في تحسين ظروف عيش السكان، وتعزيز جاذبية الوسط الحضري والحفاظ على المنظومة الإيكولوجية. كما يعكس هذا المشروع حرص جلالته على المضي قدما في المسيرة التنموية، التي شهدت انطلاقتها بالجهة الشرقية سنة ٬2003 تاريخ إعلان جلالته عن خارطة طريق واضحة المعالم تروم تنمية الجهة وتقوية بنياتها التحتية٬ كما تجسد العناية الموصولة التي ما فتئ جلالته يحيط بها سكان العالم القروي٬ سعيا إلى الرقي بمستوى عيشها، وانتشالها من مختلف مظاهر الهشاشة والإقصاء الاجتماعي. ففي إطار السعي إلى تعزيز بنيتها التحتية الأساسية وتحسين جودة الخدمات التي توفرها، والارتقاء بمستوى عيش سكانها٬ انخرطت المراكز الحضرية والقروية التابعة لإقليمجرادة والجهة الشرقية ككل٬ خلال السنوات الأخيرة٬ في مجموعة من المشاريع الحضرية المهيكلة ذات الطابع المستدام٬ لاسيما في مجالي التطهير السائل وتصفية المياه العادمة٬ أخذا بالاعتبار الجانب البيئي الذي أضحى خيارا استراتيجيا بالنسبة للمملكة. وسيساهم هذا المشروع المهم٬ بشكل تدريجي٬ في اجتثاث مظاهر ضعف وهشاشة البنية التحتية على مستوى المركز القروي كنفودة، الذي يقدر تعداد سكانه ب1727 نسمة٬ لاسيما تلك المتعلقة بالصرف الصحي٬ ومن ثمة القضاء على مظاهر التلوث الناجمة عن صب المياه العادمة الناتجة عن الاستعمال المنزلي في حفر الصرف٬ وكذا التخفيف من حدة الروائح الكريهة المنبعثة من مجاري المياه العادمة٬ التي كانت تشوه جمالية هذا المركز وتضر بصحة سكانه. هكذا٬ فإن هذا المشروع٬ الذي سيمكن في أفق سنة 2030 من معالجة 84 مترا مكعبا من المياه العادمة يوميا، وتقليص الحمولة العضوية بنسبة 80 في المائة٬ سيشكل أداة ناجعة للتخفيف من آثار التلوث، الذي يطال فرشة المياه الجوفية بالدرجة الأولى٬ ويؤثر بالتالي على صحة السكان٬ بما من شأنه توفير إطار لائق للعيش قوامه سلامة الوسط البيئي وخلوه من مختلف مظاهر التلوث. ويندرج هذا المشروع٬ الذي سيكون جاهزا للاستغلال في مارس 2013، في إطار السعي إلى توفير خدمات حضرية ذات جودة لسكان المراكز الحضرية بإقليمجرادة٬ التي يشكل الربط بشبكات التطهير السائل إحدى أبرز تجلياتها٬ وهو ما يتقاطع مع مختلف برامج التأهيل الحضري والعمراني، ومع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي حققت منجزات مهمة على مستوى الإقليم. كما أن هذا المشروع، يتماشى مع مرتكزات السياسة المائية المعتمدة من طرف المملكة٬ التي تقوم بالأساس على حسن تدبير وعقلنة استعمال المياه٬ إلى جانب الحرص على الاستغلال الأمثل لمصادر المياه القابلة للنضوب٬ في إطار رؤية مستدامة تضع الحفاظ على المنظومة الإيكولوجية في مقدمة أولوياتها. وحري بالذكر٬ أنه وفي إطار تنفيذ المخطط الوطني للتطهير، الذي يروم بلوغ 90 في المائة من الربط بالشبكة، في أفق سنة 2030، جرى تزويد 84 مدينة بشبكات التطهير السائل٬ في حين أضحت 50 مدينة تتوفر على محطة لتصفية المياه العادمة٬ خلال السنوات الخمس الأخيرة٬ التي عرفت زخما غير مسبوق في إحداث المنشآت المماثلة٬ انطلاقا من الوعي العميق بأهميتها البالغة في بلوغ أهداف التنمية المستدامة.