قال عبد السلام حلي، رئيس جمعية محبي كرة القدم بآسفي، الذي كان وراء تأسيس أول جمعية قانونية لمناصرة وتشجيع الفريق المسفيوي قبل 13 سنة، إن جمعيته اختارت في الوقت الراهن الابتعاد عن تأطير الجمهور الرياضي بصفة مؤقتة بعد أن تبين لأعضاء المكتب المسير أن ظروف الاشتغال غير مناسبة لمواصلة العمل، مضيفا في حوار مع "المغربية"، "قررنا تجميد نشاط الجمعية بسبب تفشي ظاهرة دخول القاصرين إلى الملعب، إذ لا يمكن أن نتحمل مسؤولية وحماية هذه الفئة الكبيرة المحسوبة على الجمهور". كيف جاءت فكرة تأسيس جمعيتكم؟ - فكرنا في تأسيس جمعية خاصة بمحبي الفريق المسفيوي، بعد الفراغ الكبير، الذي عاشته مدينة آسفي في مجال تأطير الجمهور، الذي كان آنذاك، يقبل على الملعب بكثرة، إذ لم تكن قبل 13 سنة أي جمعية لمحبي وأنصار الفريق المسفيوي. كان لا بد من العمل على تأسيس جمعية لأجل تأطير الجمهور وتنظيمه داخل الملعب، لذلك اقترحت شخصيا على مجموعة من مشجعي أولمبيك آسفي لكرة القدم هذه الفكرة، فرحبوا بها، وأبدوا استعدادهم للتطوع للقيام بمهمة تأطير الجمهور الرياضي، لكن في إطار قانوني، فكونا لجنة تحضيرية هيأت الظروف لعقد جمع عام لتأسيس جمعية قانونية، أطلقنا عليها اسم جمعية "محبي كرة القدم بآسفي"، سنة 1999. ما هو أول عمل قامت به الجمعية بعد تأسيسها؟ - حرصنا في البداية على تكوين خلية عمل مكونة من 40 فردا، وتوزعنا على 10 أحياء بالمدينة، بمعدل 4 أشخاص في كل حي، وأسندت لهم مهام تأطير وتنظيم الجمهور بمدرجات الملعب، مقابل دخولهم إلى الملعب بالمجان، فكانت هذه التجربة ناجحة، إذ استطاعت الجمعية بفضل عناصرها، التي تطوعت للقيام بهذا العمل، أن تؤطر الجماهير الغفيرة، التي كانت تحج إلى ملعب المسيرة بطريقة حضرية مع مراقبة مشددة، تفاديا لأي عمل قد تقوم به بعض العناصر المشاغبة، واستمرت الجمعية على هذا النهج في كل مباريات الفريق العبدي، سواء داخل ميدانه أو خارجه. ونوهت المكاتب المسيرة السابقة لأولمبيك آسفي بالمجهودات التي تقوم بها جمعيتنا في تأطير الجمهور الرياضي المسفيوي. لماذا جمدت جمعيتكم نشاطها بعد ظهور جمعية "إلترا شارك" وجمعيات أخرى المشجعة للفريق؟ - لم يكن تجميد نشاط الجمعية بسبب ظهور جمعيات أخرى مشجعة وإنما بسبب تفشي ظاهرة دخول القاصرين إلى الملعب، الذين لا يمكن للجمعية أن تتحمل مسؤولية حمايتهم، علما أنهم يشكلون فئة عريضة، ومنهم من يشكل عبئا ثقيلا. لذلك فضلنا الابتعاد عن تأطير الجمهور الرياضي بصفة مؤقتة، بعد أن تبين لنا أن ظروف الاشتغال غير مناسبة لمواصلة عملنا في أحسن الأحوال، علما أننا مازلنا نقوم بالمساندة الكاملة لفريق أولمبيك آسفي، عبر اللافتات والشعارات المشجعة، سواء داخل أو خارج الميدان، بالإضافة إلى بعض المبادرات التي تقوم بها الجمعية من حين لآخر، من أجل بث الروح الرياضية، ونبذ العنف والشغب من خلال تقديم بعض الهدايا للضيوف احتراما وتقديرا لهم. هل هناك فرق بين الجمهور الرياضي قبل ثلاثة عقود والجمهور الحالي؟ - هناك فرق كبير وشاسع بين الجمهور الذي كان يملأ مدرجات الملعب البلدي سابقا، قبل 30 سنة، وبين الجمهور الرياضي الذي يحج إلى ملعب المسيرة حاليا. فالأول كان منسجما وموحدا وكأنه عائلة وأسرة واحدة، وكان يحترم ضيوفه، ولم يكن يقم بأي أعمال شغب، لأن القاصرين لم يكونوا يحضرون آنذاك إلى المدرجات. قبل سنوات قليلة تفشت بالعديد من الملاعب الوطنية ظاهرة الشغب، التي كان خلالها عدد من المحسوبين على الجمهور يبدعون في تخريب المنشآت والتجهيزات الرياضية، ويسيئون بشكل مباشر إلى سمعة الرياضة المغربية بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة. كيف تقيم جمعيتكم مسيرة أولمبيك آسفي هذا الموسم؟ - أعتقد أن من بين الأسباب، التي كانت وراء النتائج السلبية لفريق أولمبيك آسفي في بداية هذا الموسم الاحترافي، الانشقاق الذي حدث في صفوف المكتب المسير، والصراعات التي ظهرت بين المنتمين إلى المؤسسة المحتضنة، وبين المجموعة التي فضلت الابتعاد عن التسيير، دون أن تقدم أي تبرير لذلك، ما أثر بشكل كبير على معنويات جميع مكونات الفريق، فضلا عن الانتقادات التي كانت تأتي من هنا وهناك، بالإضافة إلى الوقفات الاحتجاجية التي قامت بها بعض الجمعيات المشجعة، سواء أثناء الحصص التدريبية أوفي أماكن أخرى، لكن سرعان ما عادت المياه إلى مجاريها بعد أن تحسنت نتائج الفريق بفضل المجهودات المبذولة من طرف الجميع.