انسحب وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، من لقاء نظم، أول أمس الخميس، بالرباط، حول مشروع القطار الفائق السرعة طنجة-الدارالبيضاء٬ بعد أن "تفاجأ بتوزيع مقالات تحتوي على إيحاءات وقحة ومغرضة" حول هذا المشروع. وأوضح بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن رباح والمدير العام للمكتب٬ ربيع الخليع، "فوجئا٬ قبل بدء اللقاء٬ بتوزيع مقالات تتضمن إيحاءات وقحة ومغرضة حول مشروع القطار الفائق السرعة٬ وهو ما حذا بهما إلى مغادرة اللقاء لعدم احترام القواعد الأخلاقية، التي يستوجبها النقاش المحترم والمسؤول". وأوضح المصدر نفسه أن الهدف من هذا اللقاء٬ الذي نظم بمبادرة من المكتب الوطني للسكك الحديدية، وتميز بمشاركة الصحافة المغربية٬ يكمن في "تبادل وجهات النظر حول مشروع القطار الفائق السرعة طنجة-الدارالبيضاء. وشدد البلاغ ذاته على أن المبادرة إلى تنظيم نقاش مواطن حول الموضوع "تنبع من رغبة المكتب في إطلاع الرأي العام وتصحيح كل المعلومات غير الدقيقة التي يسوق لها معارضو المشروع". وأضاف المصدر نفسه أن رباح والخليح، اللذين عبرا عن أسفهما لهذا الحادث، الذي أدى إلى إلغاء هذا النقاش٬ ورغبة منهما في إعطاء كل التوضيحات الضرورية حول هذا المشروع٬ يدعوان الصحافة الوطنية لحضور ندوة صحفية تنظم يوم السبت المقبل بالرباط. وكان وزير التجهيز والنقل٬ عزيز رباح٬ أعلن، أول أمس الخميس، بالرباط٬ أنه سيجري قريبا إطلاق حملة إعلامية حول مشروع خط القطار الفائق السرعة. وأبرز رباح، خلال مؤتمر صحفي أمام ممثلي المجتمع المدني، الذين جاؤوا للتعبير عن رفضهم لهذا المشروع٬ أن "قافلة ستنظم قريبا لإعطاء توضيحات للمغاربة حول المشروع الكبير المهيكل لخط القطار الفائق السرعة". وقال رباح٬ الذي كان مرفوقا بالمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية٬ إن هذه القافلة تهدف بالأساس إلى "إعطاء المغاربة براهين صلبة حول الجدوى والأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا المشروع المهيكل٬ وكذا إلى الانخراط في نقاش مع المجتمع المدني" بخصوص هذا المشروع. وأضاف رباح " قررت باعتباري وزيرا أن أكون حاضرا للاطلاع على وجهة نظر المجتمع المدني إزاء المشاريع الكبرى التي تشهدها المملكة٬ ومنها على الخصوص خط القطار الفائق السرعة". وعليه٬ فإن مشروع خط القطار فائق السرعة طنجة-الدارالبيضاء يطبع مرحلة جديدة في سياسة الأوراش الكبرى التي فتحتها المملكة، منذ عقد من الزمن. وسيمكن هذا المشروع من تقليص كبير في المسافة الزمنية للرحلة بين المدينتين٬ والرفع من عدد المسافرين على هذا الخط السككي إلى 6 ملايين راكب٬ وتحرير الطاقات الإضافية بالنسبة للنقل السككي للبضائع والحاويات بين الدارالبيضاء والمركب المينائي طنجة-المتوسط. وسيمكن العمل بهذا المشروع٬ أيضا٬ من تقريب وتناسق جهتين يعدان أكثر دينامية بالنسبة للاقتصاد الوطني٬ وهما قطب الدارالبيضاء التاريخي، وقطب "طنجة المتوسط" الصاعد. من جهة أخرى٬ سيكون للمشروع انعكاسات مهمة على مستوى خلق عشرات الآلاف من مناصب الشغل (30 مليون يوم عمل مباشر وغير مباشر خلال الأشغال و1500 منصب شغل مباشر و800 منصب غير مباشر كمعدل سنوي خلال فترة الاستغلال). كما أن المشروع من شأنه تعزيز إشعاع المملكة على الصعيد الإقليمي والدولي.