تعزز مشاريع القرب الجديدة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، أمس الجمعة في وادي زم وأبي الجعد، بجلاء قوة التوجه الاجتماعي لنهج ملكي يضع رفاه المواطنين في صلب التنمية الشاملة. (ماب) الصحة والبيئة والصرف الصحي والتنمية الفلاحية، كلها مشاريع كبرى رأت النور بمناسبة الزيارة الملكية إلى هاتين المدينتين الواقعتين في وسط المملكة. وقد دشن جلالة الملك مشروعين في مجال الصرف الصحي بمدينتي وادي زم وأبي الجعد٬ بكلفة إجمالية تصل إلى 320 مليون درهم. ويبرز هذان المشروعان الأولوية التي يوليها جلالة الملك نصره الله، لتحديث البنيات التحتية للمدن، والتجمعات السكنية الصغيرة، انطلاقا من الانشغال الدائم لجلالته بتعزيز ظروف حياة كريمة ومزدهرة. إنها تسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الحفاظ على الموارد المائية، وتحسين ظروف معيشة حوالي 150 ألف نسمة. ويهم المشروعان إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة٬ بصبيب 7000 متر مكعب في اليوم في وادي زم، ومحطة أخرى في أبي الجعد بصبيب 3000 متر مكعب في اليوم. ومول هذان المشروعان من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب٬ بواسطة قرض من البنك الإفريقي للتنمية، ويشملان أيضا مد شبكة لتجميع مياه الصرف الصحي على طول 98 كلم وإنجاز 6700 للربط بها. ويدل إنجاز هذين المشروعين على ثقة الجهات المانحة في الخيارات ذات الصلة، وبرامج التنمية التي أطلقها المغرب على الصعيد الوطني. ولهذا السبب تحقق الاهتمام، الذي يوليه جلالة الملك لمشاريع الصرف الصحي على الصعيد الوطني في ظرف خمس سنوات عبر تجهيز 84 مدينة بشبكات الصرف وبناء محطات معالجة المياه العادمة في 50 مدينة. تعزيز الخدمات الصحية عنصر أساسي لاستراتيجيات التنمية، التي أعطاها جلالة الملك دفعة قوية. كما أشرف جلالته بالمناسبة ذاتها، بالجماعة الحضرية وادي زم، على تدشين مركز لتصفية الدم، أنجز بالمستشفى المحلي محمد الخامس بتكلفة إجمالية بلغت 07،4 ملايين درهم، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبهذه المناسبة قدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع بناء مركز لتصفية الدم بمدينة أبي الجعد بتكلفة إجمالية بلغت 5 ملايين درهم. ويترجم إنجاز هذين المركزين الرعاية التي يوليها جلالة الملك للأشخاص الذين يعانون هذه الأمراض. كما أن هذه المشاريع تدخل في إطار المجهودات الرامية إلى تحسين ظروف الولوج إلى الخدمات الاستشفائية من خلال البرنامج الهادف إلى تعميم التغطية الصحية الأساسية، التي تلقت دفعة قوية خدمة لإطلاق برنامج "راميد" على المستوى الوطني. وهذه الرؤية الملكية، التي وضعت عبر خطوات متتالية، هي التي كانت وراء إطلاق جلالة الملك، بدائرة أبي الجعد، لعدة مشاريع لتنمية القطاع الفلاحي. هذه المشاريع، الرامية إلى تنمية سلسلة الزيتون، وسلسلة اللحوم الحمراء، وتربية الماعز الحلوب، بتكلفة إجمالية قدرها 29،111 مليون درهم، هي تجسيد لاستراتيجية وطنية جديدة لزيادة الإنتاج الزراعي وتحديث أدوات الإنتاج، وهما اثنان من الدعائم، التي يقوم عليها مخطط المغرب الأخضر. فإذا كانت مشاريع القرب المحلية هذه تهدف إلى خلق بيئة معيشية أفضل، فإن هذه العناية الملكية توضح إرادة جلالة الملك لضمان تحقيق نمو متوازن لكافة جهات المملكة، مع الحرص على جعل المواطن محور كل مشروع تنموي.