صرح القانوني الفرنسي، شارل سان برو، مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية٬ يوم الجمعة المنصرم بباريس٬ أن النموذج الخاص للمملكة المغربية يجعل من المغرب "مثالا جيدا للنضج والحكمة" في أجواء الربيع العربي الذي أبرز "الاستثناء المغربي". وأشار الأستاذ برو، خلال ندوة نظمت بمناسبة نشر مؤلفه (محمد الخامس أو الملكية الشعبية)، إلى أن "هنا يكمن بالضبط الاستثناء المغربي: نموذج خاص لملكية وطنية وخلاقة تعمل دون كلل من أجل تطوير البلاد في جو من الطمأنينة واحترام هويتها الخاصة". ويقدم المؤلف كتكريم لملك طبع تاريخ بلاده٬ وشخصية من الطراز الأول في تاريخ القرن العشرين ووجه بارز ل"الاستثناء المغربي"فضلا عن أنه كان "الباني الأمين لانبعاث أمة عريقة التي عرفت كيف تحجز لها مكانة متميزة على الساحة العربية والإسلامية والإفريقية والدولية". وأضاف الباحث برو أحد الملمين الكبار بالعالم العربي والإسلامي أن "محمد الخامس كان في الوقت نفسه المصلح وباعث النهضة المغربية. ملك محرر أعد الأرضية لحكم الملك الحسن الثاني الموحد والمصلح. وهكذا فإن المملكة مستمرة دون كلل في عملها لفائدة أمة عريقة بفضل ما قام به". وأشار إلى أهمية "الوحدة والاستمرارية التي كرستها الملكية التي تعد الحامية اليقظة والمنفذة للقوانين" الشىء الذي كان دوما العامل الرئيس للنمو والتطور. والدليل على ذلك، وفق المؤلف، حرص جلالة الملك محمد السادس حاليا على "تجسيد الطموح الجماعي" من خلال إنجاز الأهداف الكبرى للتحديث (وضعية المرأة٬ والإصلاحات المؤسساتية٬ وتأهيل الجهات)، والتنمية (مشروع طنجة المتوسط٬ وبرنامج تنمية الطاقات المتجددة...). واعتبر أن الاستثناء المغربي تكمن أهميته أيضا، في قوانين السياسة الوطنية التي تستند إلى "إسلام معتدل يمزج بتناغم بين الأصالة والتطور"، والحفاظ على "استقلال البلاد، حيث التعلق بالحريات بكل قوة"، وكذا وحدته الترابية، إضافة إلى الدور المتميز للمغرب مثل "فضاء التقاء مع جنوب الصحراء وإفريقيا السوداء، وكمحور ضروري بين العالم الأوروبي وإفريقيا جنوب الصحراء". تجدر الإشارة إلى أن الندوة منظمة من طرف مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس، ومركز موريس أوريو للبحث في القانون العام بكلية الحقوق بباريس ديكارت تحت رعاية الأكاديمية الفرنسية للعلوم الأخلاقية والسياسية، وتميزت بمشاركة عدة جامعيين وقانونيين ومؤرخين واختصاصيين فرنسيين في العالم العربي منهم ميشيل روسي٬ وأرنو تيسيي٬ وجان إيف دو كارا٬ وفليب لوفو٬ وتيري رامبو، ونعيمة قرشي، وفريدريك روفيلوا، وكرستوف بوتان، وهنري فيدي، وزينا الطيبي، والسناتور الفرنسي غروسديدي.