قال عبد العالي رامو، الكاتب العام لقصابة الدارالبيضاء، ونائب رئيس فدرالية مهنيي اللحوم الحمراء، إن أسعار الأخيرة تتجه نحو المنحى التنازلي بنسبة 90 في المائة، أو قد تبقى على حالها الراهن. وأضاف، في حوار مع "المغربية"، أن عدم تساقط الأمطار انعكس سلبا على أسعار الأعلاف، التي ارتفعت بنسبة 300 في المائة، ما أدى إلى حالة من الخوف لدى الكسابة، الذين شرعوا في التخلص من مواشيهم، ليفضي ذلك إلى وفرة العرض أمام قلة الطلب، وبالتالي تراجع أثمانها في الأسواق بنسبة 30 في المائة. كيف هي أسعار اللحوم؟ وهل تتوقعون أن تبقى على حالها؟ الأسعار المتداولة حاليا بالأسواق بالنسبة إلى لحوم "البكري" تتراوح ما بين 53 و55 درهم للكيلوغرام الواحد، أما لحوم "الغنمي" فبين 50 و58 درهما، وبالنسبة إلى منحاها أعتقد أنها قد تبقى مستقرة في الوضع الحالي، لكن أحوال الطقس هي التي ستقرر ذلك، فإذا لم تتساقط الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة، فأكيد أن الأسعار ستتجه نحو المنحى التنازلي بنسبة 90 في المائة، لأن المشكل المطروح يكمن في أن جل "الكسابة" ليسوا مهنيين بنسبة 80 في المائة، إذ يتوفر كل واحد منهم على "بهيمة" أو اثنين على أبعد تقدير، وليس قطيعا كبيرا من 100 أو 200 رأس، وعليه يعمدون إلى التخلص منه بسرعة، مخافة من استمرار ارتفاع تكلفة تغذيتها، ما أفضى إلى تراجع قيمتها في الأسواق بنسبة 30 في المائة. كم بلغت أسعار الأعلاف في الوقت الراهن؟ شهدت أسعار بعض المواد التي تدخل في نظام تغذية المواشي ارتفاعا مهولا، فاق 300 في المائة، ف "بالة" من التبن أصبح الكساب يقتنيها ب 25 درهما عوض 6 دراهم، والذرة ب 3،20 دراهم، عوض درهمين للكيلوغرام. ما هو الحل في نظركم؟ نأمل أن تمد وزارة الفلاحة يد المساعدة للفلاح، بصفة عامة، وللكساب، بصفة خاصة، وتخصص دعما له في ظل هذه الوضعية الكارثية، عن طريق شركات الأعلاف، وليس السلطات المحلية، فمثلا عوض أن يقتني الكساب العلف ب 3,20 يشتريه بدرهمين فقط، لتبقى تكلفة تسمين وتغذية المواشي في المتناول، وألا يفكر الكساب في التخلص منها عبر بيعها بثمن بخس، ما يؤدي إلى وفرة العرض أمام قلة الطلب. فعلى السلطات المعنية أن تعي أننا في بلد فلاحي وليس بلد صناعي، فإذا تهاطلت الأمطار انتعشت الفلاحة، وبالتالي ازدهر الاقتصاد ككل. وإذا حصل العكس فالجميع يتأثر، ولهذا يجب العمل انطلاقا من هذا الأساس. هل من تداعيات لهذه الوضعية؟ أكيد، وسيبدو ذلك جليا ابتداء من السنة المقبلة، حيث سيحدث خصاص في عدد البهائم، وبالتالي في اللحوم الحمراء. وأؤكد هنا أن ما نعانيه اليوم جاء نتيجة المشكل ذاته، الذي حدث في سنة 1981، إذ تقلص عدد البهائم منذ ذلك الحين، بعد أن كنا نبيعها لبعض الدول. كم تبلغ نسبة استهلاك اللحوم بالمغرب؟ حوالي 11،2 كيلوغراما للفرد سنويا، وكان يتوقع أن يبلغ 14 كيلوغراما في أفق 2014، لكن بالنظر إلى الظروف المناخية الحالية، فإنني أستبعد بلوغ هذا الهدف المسطر في عقد البرنامج 2009-2014.