يتخوف مهنيو القطاع الفلاحي من تأثير الظروف المناخية، المتميزة بقلة الأمطار وموجه البرد، على السير العادي للموسم الفلاحي الحالي، مؤكدين أن الأمل الوحيد لتفادي السيناريو الكارثي، يظل معلقا على تساقطات مطرية خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال محمد السعيدي، مدير الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "كومادير"، إن تواصل تأخر التساقطات المطرية لمدة أسبوعين لن يضع القطاع الفلاحي برمته في خانة السيناريو الكارثي، وقال "حسب تقديري، الأضرار التي لحقت الموسم الفلاحي لحد الآن تتراوح بين 20 و30 في المائة". وأضاف السعيدي، في تصريح ل "المغربية"، أن غياب التساقطات، لحد الآن، ألحق أضرارا بعدد من المناطق بالمغرب، خاصة الواقعة منها جنوب واد أم الربيع، ويتعلق الأمر بشيشاوة، وبنجرير، باعتبارها مناطق هشة فلاحيا. كما أوضح أن استمرار تكون الصقيع ساهم في خسائر همت عددا من الخضروات، وعلى رأسها البطاطس، إلى جانب قصب السكر، إلا أنه أفاد أن المنتوج الفلاحي الأخير يوجه حاليا نحو المصانع ليطحن، تجنبا لخسائر أكبر بالنسبة لمزارعي هذا النوع من القصب. وأبرز السعيدي أن المناطق السقوية خاصة بالغرب، وفاس سايس، والمناطق الساحلية، لم تتضرر كثيرا، وأن زراعة الحبوب تعاني كثيرا نتيجة الظروف المناخية القاسية، مؤكدا أن الصقيع يحول مطلقا دون نموها. واعتبر المتحدث أنه، في حالة بداية تساقط الأمطار، فإن تدارك جزء من الخسائر الحالية يعتبر ممكنا، على اعتبار أن الفلاحين سيعمدون إلى تدعيم زراعاتهم بالأسمدة. من جانب آخر، أشار الزايدي المذكوري، عضو جمعية مكثري الحبوب المختارة، إلى أن زراعات الحبوب تأثرت بشكل متفاوت حسب المناطق، مبرزا أن مناطق بني ملال، وفاس، والشمال، يمكنها تدارك الموقف في حالة سقوط الأمطار قريبا، مع إمكانية استرجاع دورة الإنبات والتفريخ لعافيتها. وأفاد المذكوري، في تصريح ل "المغربية"، أن المناطق الجنوبية في حاجة ماسة إلى الأمطار، ومنها مناطق السراغنة، والرحامنة، وأضاف أن نزول الأمطار في غضون الأيام المقبلة، يمكنه أن يضمن موسما فلاحيا متوسطا. وبخصوص أحوال الطقس المتوقعة، أفاد محمد بالعوشي، من مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أنه من المرتقب أن تشهد المناطق الوسطى والمتوسطة، نهاية الأسبوع الجاري تساقطات مطرية متفرقة وخفيفة، وزخات مطرية في بعض الأحيان. وأضاف، في تصريح ل "المغربية"، أن موجة البرد والصقيع ستتراجع تدريجيا بداية من اليوم الخميس. وكان وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش٬ أكد، بداية الأسبوع الجاري٬ أنه إذا عرف المغرب تساقطات مطرية في غضون 15 يوما المقبلة٬ فإن الموسم الفلاحي سيكون عاديا. وأوضح أخنوش٬ في رده على سؤال محوري خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب حول تداعيات قلة التساقطات المطرية وموجة البرد والصقيع على الموسم الفلاحي الحالي٬ أنه يمكن٬ من خلال التتبع المستمر لمصالح الوزارة٬ التأكيد على أن الموسم الفلاحي الحالي يعرف، على العموم، تطورا عاديا باستثناء بعض المناطق وبعض المزروعات. وأضاف أنه كان لهذه الظروف المناخية انعكاسات على بعض المناطق وبعض المزروعات٬ لاسيما المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، التي تأثرت بقلة التساقطات المطرية، ما أثر سلبا على الغطاء النباتي بالمراعي٬ فيما ألحقت موجة الصقيع أضرارا بعدة مناطق من أهمها الغرب٬ واللوكوس والرباط سلا زمور زعير. وأبرز أن الوزارة "على اطلاع دقيق بحجم الخسائر، التي خلفتها الظروف المناخية لحد الآن٬ من خلال المتابعة اليومية لوضعية القطاع الفلاحي، التي تشمل كافة جهات المملكة"٬ موضحا أن قصب السكر والبطاطس تعد من المزروعات الأكثر تضررا. وشدد أخنوش على أن "الدولة ستتدخل لمساعدة الفلاحين، كما فعلت دائما، بفضل مجموعة من الصناديق، التي وضعت لهذا الغرض"٬ داعيا الفلاحين إلى بذل المزيد من الجهود في ما يتعلق بالتأمين.