من المنتظر أن يباشر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، الأسبوع الجاري، التحقيق التفصيلي مع 13 متهما متابعا في ملف "الاختلالات في تدبير وتسيير المكتب الوطني للمطارات"، وعلى رأسهم عبد الحنين بنعلو، المدير العام السابق للمكتب. وأفادت مصادر مطلعة أن قاضي التحقيق استدعى، أمس الثلاثاء، بعض المتهمين في حالة سراح مؤقت، وعددهم تسعة، إذ حضروا إلى الكتابة وجرى التأكد من هوياتهم وإبلاغهم بموعد جلسة التحقيق التفصيلية. وأوضحت المصادر أن قاضي التحقيق سيحدد جلسة تحقيق للاستماع تفصيليا إلى المتهمين، بينهم المتابعون في حالة اعتقال، في غضون الأسبوع الجاري، بعد إحضارهم من سجن عكاشة. ويذكر أن قاضي التحقيق كان أمر، الأسبوع الماضي، بمتابعة 13 متهما في إطار هذا الملف، إذ تابع أربعة في حالة اعتقال، وأمر بإيداعهم سجن عكاشة، أبرزهم عبد الحنين بنعلو، المدير العام السابق للمكتب، ومدير ديوانه، أحمد أمين برق الليل، وتسعة في حالة سراح مؤقت، بينهم إبراهيم خليفي، مدير قطب الاستغلال المينائي بالمكتب، وموظفون ومدراء ومسؤولون بالمكتب، في حين، أمر بحفظ الشكاية في حق خمسة متابعين. ويتابع المتهمون من أجل "استغلال النفوذ واختلاس وتبذير أموال عمومية والتزوير". وكان الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء أحال، الأربعاء الماضي، على قاضي التحقيق، هؤلاء المتهمين، بعد أن أحيلوا عليه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي أنهت التحقيقات المباشرة في ملف مكتب المطارات. وجاءت متابعة المتهمين على خلفية تحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عقب إحالة الملف عليها بعد تقرير المجلس الأعلى سنة 2008، كشف مجموعة من الاختلالات في التدبير والتسيير بالمكتب في عهد بنعلو، الذي تولى إدارة المكتب من سنة 2003 إلى 2007، وهي الفترة التي سجل فيها تقرير المجلس الأعلى للحسابات العديد من الخروقات ضده، بينها إبرامه حوالي ألف صفقة في ظرف 4 سنوات، بقيمة 640 مليار سنتيم، وإبرام حوالي 8 آلاف سند طلب، بقيمة 374 مليون درهم. كما حصر تقرير المجلس الأعلى من بين هذه الاختلالات، استفادة المدير العام من إقامة عائلية في فندق بمراكش على حساب المكتب، وشراء مقتنيات فاخرة من متاجر توجد بمطار محمد الخامس، من بينها حقائب من ماركات مختلفة، وسجائر كوبية، وعطور بقيمة تجاوزت 60 مليون سنتيم.