قالت ماركريت مون٬ النائبة عن الحزب العمالي البريطاني، التي تقوم بزيارة للمغرب، ضمن وفد يمثل مؤسسة (وستمنستر) البريطانية للديمقراطية، إن المؤسسة تدعم الإصلاحات السياسية، التي باشرها المغرب في الآونة الأخيرة. ونقل بلاغ لرئاسة مجلس النواب عن ماركريت٬ التي تباحثت، يوم الخميس المنصرم، مع رئيس مجلس النواب كريم غلاب٬ قولها إن زيارتها للمغرب تتوخى تحديد المجالات التي يمكن الاشتغال عليها في المرحلة المقبلة، بين البرلمان المغربي والمؤسسة. وأشار إلى أن غلاب أكد٬ خلال هذا اللقاء٬ أن هذه الزيارة تتزامن مع التحولات العميقة التي يشهدها المغرب٬ مشيرا٬ في هذا الصدد٬ إلى أن المغرب يعرف في الوقت الراهن تناوبا ثانيا٬ بعد التناوب الأول سنة٬1998 جاء عن طريق صناديق الاقتراع، وقاد الحزب الذي كان يعد سابقا أكبر حزب في المعارضة إلى رئاسة الحكومة باسم أغلبية جديدة. وأبرز٬ في هذا السياق٬ أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس حرص، منذ اعتلائه العرش، على ترسيخ الخيارات الديمقراطية والإصلاحات المؤسساتية التي انخرطت فيها المملكة، منذ الاستقلال٬ والتي تتمثل أساسا في نظام التعددية الحزبية وإقرار الحقوق الفردية والجماعية وتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة وتعزيز تمثيلية المرأة والشباب في المؤسسات المنتجة. وأضاف البلاغ أن غلاب أطلع أعضاء المؤسسة البريطانية على الاختصاصات الواسعة التي خولها الدستور الجديد للحكومة والبرلمان٬ مشيرا٬ في هذا الصدد٬ إلى أن البرلمان المغربي مطالب بتحسين صورته والرفع من وتيرة أدائه ليكون في مستوى التحولات الديمقراطية التي يشهدها المغرب. كما قدم٬ بالمناسبة٬ للمؤسسة المذكورة عددا من المقترحات بشأن أرضية التعاون بينها وبين مجلس النواب٬ لا سيما في ما يتعلق بتعزيز قدرات البرلمان على المستويين المؤسساتي والإداري، وتحديث إدارة الفرق والمجموعات البرلمانية وتأهيل الموارد البشرية للمجلس وتعزيز التواصل الداخلي والخارجي، وإعادة النظر في أنظمة المعلومات٬ فضلا عن التسريع بإطلاق القناة البرلمانية وتعزيز الاستقلال المالي للمجلس. وفي هذا السياق٬ أكد غلاب، بحسب المصدر ذاته، حرصه على جعل البرلمان فضاء للحوار والنقاش بامتياز حول جميع القضايا، التي تهم المجتمع المغربي٬ مشيرا٬ بهذا الخصوص٬ إلى أهمية انفتاح البرلمان على محيطه الخارجي٬ لا سيما على المجتمع المدني. وأضاف البلاغ أن الوفد البريطاني أطلع غلاب٬ بالمناسبة٬ على مختلف الأوراش التي نظمتها المؤسسة، خلال السنة الماضية٬ لا سيما تلك المتعلقة بتكوين البرلمانيين في مجال الانتخابات، وتعزيز قدرات النواب في مجال مراقبة الميزانية٬ فضلا عن تنظيم ورشات حول استقبال النواب الجدد، وحول التواصل والتخطيط الاستراتيجي لفائدة موظفي البرلمان. ويضم الوفد البريطاني٬ الذي استقبل، أيضا، من قبل الخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، فوزي بنعلال، وتباحث بشأن السبل الكفيلة بتقوية القدرات البرلمانية وتأهيل البرلمانيين والموظفين بمجلس المستشارين٬ فضلا عن ماركريت مون٬ جيوفري كليفتون براون٬ النائب عن الحزب المحافظ٬ وبول سبيلر٬ عن الحزب الليبرالي الديمقراطي٬ ومدير البرامج بالمؤسسة المذكورة جورج كوناث. يذكر أن البرلمان المغربي والمؤسسة البريطانية٬ التي تعد مؤسسة عمومية مستقلة منبثقة عن البرلمان البريطاني يجري تمويلها من طرف وزارة الشؤون الخارجية٬ وقعا مذكرة تفاهم٬ في 27 فبراير من السنة الماضية٬ حول وضع برنامج للتعاون يمتد على ثلاث سنوات ويهم تعزيز قدرات البرلمان، من خلال دعم النواب للاضطلاع بدورهم التشريعي والرقابي والتمثيلي على أكمل وجه، وتعزيز قدرات موظفي البرلمان على تأمين الدعم الفني.