في الوقت الذي شرع في قطف ثمار الرؤية الفلاحية، التي جاء بها مخطط المغرب الأخضر، حظي المخطط الفلاحي لجهة فاس - بولمان، من جهته، بالوسائل الضرورية لتحقيق الأهداف، التي جرى تسطيرها. وفي هذا السياق، تأتي زراعة أشجار الزيتون والورديات، والتين على رأس السلالات، التي جرى اختيارها لتحقيق أهداف المخطط الفلاحي الجهوي، الذي خصص له مبلغ إجمالي يقدر ب 6,10 ملايير درهم في أفق سنة 2020، ويتضمن 108 مشاريع، 55 منها ستخصص للإنتاج الحيواني، فيما ستخصص 53 مشروعا المتبقية للإنتاج النباتي. فصيلة الورديات.. استثمار ضخم من أجل الدفع قدما بالسلالة جرى تخصيص غلاف مالي يقدر 3,64 ملايير درهم لتطوير سلسلة الورديات بين سنتي 2010 و2020. وينتظر في هذا الصدد تحقيق أربعة أهداف تتمثل في تحسين دخل الفلاحين وتثمين المنتوج المحلي وحث الفلاحين على الاستثمار أكثر في مجال غرس الأشجار المثمرة والحد من آثار المضاربات التي يقوم بها الوسطاء. وإجمالا، يمتد برنامج تطوير هذه السلالة، التي تحتل مساحة تصل إلى 8000 هكتار، أي حوالي 30 في المائة على الصعيد الوطني، على مساحة إضافية تبلغ 4700 هكتار، وما لا يقل عن 2000 مستفيد في ما يتعلق بالسلالات الفرعية للتفاح والبرقوق واللوز. ويتوقع خلال 2012 إطلاق مشاريع في سلالات كل من البرقوق، ستكلف غلافا ماليا يصل إلى 23,42 مليون درهم، واللوز (7,33 ملايين درهم)، إضافة إلى سلالات التفاح التي ستكلف (28,40 مليون درهم). وستمكن هذه الاستثمارات، من بين أشياء أخرى، من غرس 450 هكتارا من البرقوق، وسقي الأراضي بالري الموضعي والدعم التقني للفلاحين، وغرس 420 هكتارا من أشجار اللوز وإحداث وحدة للتفتيت بسعة تصل إلى طن في اليوم، وغرس 200 هكتار من أشجار التفاح وإحداث وحدة للتبريد تبلغ سعتها 2000 طن. سلسلة زراعة أشجار الزيتون.. إمكانيات كبيرة في طور الاستغلال تحظى سلسلة الزيتون بمكانة متميزة في إطار المخطط الجهوي لفاس - بولمان، إذ تأتي في المرتبة الثانية بعد زراعة الحبوب. وعرفت هذه السلسلة تطورا مهما بفضل اتخاذ إجراءات تحفيزية تندرج في إطار صندوق التنمية الفلاحية لتوسيع المساحات، وتثمين المنتوج ومشاريع التجميع لتجاوز العوائق المرتبطة بتفكك الأنظمة العقارية وولوج مسالك السوق ومشاريع توسيع المساحات وإعادة تأهيل المساحات ضمن برنامج تحدي الألفية. وتتوفر الجهة على وحدات تقليدية تبلغ 904 معصرات بسعة 21 ألف طن في السنة، و122 وحدة صناعية عصرية بسعة 169 ألف طن في السنة، و6 وحدات للتصبير. وبإمكان الجهة أن تفخر بكونها تتوفر على سلاسل لأشجار الزيتون شابة نسبيا، بحيث لا يتجاوز عمر 45 في المائة من هذه السلاسل 15 سنة. وبخصوص الأرقام، ستجري تعبئة مبالغ تزيد عن 248 مليون درهم، في أفق سنة 2020، خاصة بسلسة أشجار الزيتون ستمكن من توسيع المساحات المغروسة لتصل إلى 32 ألف هكتار لفائدة 36 ألفا و200 فلاح. وفي ما يتعلق بالسنة الجارية، من المرتقب أن ترى النور مشاريع مهمة بغلاف يزيد عن 77,59 مليون درهم بعشر جماعات قروية منتشرة في أرجاء الجهة. وإلى جانب هذه المشاريع، فإن جهود النهوض بسلسلة زراعة الزيتون مدعومة، على الخصوص، من قبل مشاريع زراعة الزيتون، التي جرى إطلاقها في إطار برنامج تحدي الألفية. سلسلة التين.. خطى حثيثة لتحقيق الهدف المطلوب رغم كونها لا تحظى بأهمية السلاسل الأخرى نفسها لدى فلاحي جهة فاس-بولمان، فإنه ينتظر أن تكون سنة 2012 سنة الانطلاقة الحقيقية لسلسلة التين. فهذه السلسلة التي لا يتجاوز حجم المساحة المزروعة منها 418 هكتارا، ستعرف إطلاق مشاريع بغلاف يقدر ب 9 ملايين درهم، يستفيد منها 515 فلاحا بست جماعات قروية تابعة لإقليم صفرو. ويتعلق الأمر بغرس 500 هكتار من أصناف التين (الورناكسي)، و(غودان)، و(الشتوي)، بتقنية حفظ المياه والتربة، بكثافة تصل إلى 150 شجرة في الهكتار الواحد، واقتناء وحدة لتجفيف التين تبلغ سعتها ثلاثة أطنان في اليوم، إضافة إلى توفير المساعدة التقنية للفلاحين. ومن شأن إنجاز هذه المشاريع أن يمكن من تحسين المردودية لتنتقل من 0,8 طن إلى 6 أطنان في الهكتار الواحد، وتحقيق إنتاج للتين يصل إلى 3000 طن وخلق 15 ألفا و600 يوم عمل إضافي سنويا.