هل لديك مشكلة في العثور على المفاتيح، ونسيان ما كنت تبحثين عنه تماما. وهل تنسين، غالبا، أسماء الأشخاص، الذي التقيت بهم أخيرا. وهل تنسين القيام بعمل أو خدمة، وإن كان طلب منك ذلك على التو... إن المرأة أكثر قلقا من هذه العوارض، التي تصيب ذاكرتها. فعدم تذكرها بعض الأمور، يجعلها تتخيل أنها فقدت عقلها أو ذاكرتها، لكن الخبراء يرون أن الإجهاد الزائد، هو الذي يجعل من الصعب الحصول على المعلومات بالسرعة المطلوبة، بغض النظر عن العمر والمهنة. النسيان هو عدم تذكر المعلومات، والمهارات، والخبرات، التي يمر بها الفرد، وهو ظاهرة طبيعية تحدث لكل البشر، لأن عقل الإنسان له سعة محددة، ومع تزاحم المعلومات، وتكدس الأحداث، يصل العقل إلى مرحلة عدم الاستيعاب، فيبدأ بالتخلص من المعلومات القديمة لاستيعاب المعلومات الجديدة. وهناك النسيان الإيجابي، في حالة إصابة الإنسان بالآلام، والمصائب والشدائد، وهو خارج عن إرادته، أما النسيان السلبي، فله أسباب كثيرة، منها ضعف تثبيت المعلومة، وتشابه المعلومات وكثرتها، وزحمة الأعمال والمسؤوليات، والإرهاق والقلق وغيرها. وعادة ما يعود المرء إلى حالته الطبيعية، عند زوال العامل المؤثر، أو التوتر. عموما، ينصح الأطباء من يعانون تشتت الذهن وعدم التركيز، بالقيام بتمارين تنشط الذاكرة وتقويها، فالذاكرة ليست حاسة تولد مع الإنسان، بل مهارة يمكن اكتسابها، وتقويتها، وتنميتها بالتدريب والتمرين. فإذا كنت ممن يعانون النسيان، وهناك ملايين الأفكار في رأسك، ولكنك لا تتذكرين أيا منها، مثل: - كأن تكوني جالسة وراء مكتبك، وتفكرين بأفكار مريعة، هل أغلقت أنبوبة الغاز؟ هل تركت الباب مفتوحا؟ هل تركت الوعاء على النار؟ - وأن تجلبي إلى البيت ما تحتاجينه من المواد الغذائية، لكنك تنسي الأهم، الحليب والخبز. - أو يمكنك تذكر كل كلمة، وكل حرف دار بينك وبين خطيبك، أثناء لقائكما الأول، ولكنك لا تستطيعين تذكر اسم بطلة الرواية، التي انتهيت من قراءتها للتو. يبدو هذا مألوفا للكثيرين، فانقطاع الذاكرة أمر شائع لدى الجميع، إذ تتكون الذاكرة من عنصرين أساسيين هما التذكر، والتعلم، وغالبا يتداخل الاثنان في عقل المرأة العصرية. لكن يبقى من السهل السيطرة على الحالة الرمادية بين الاثنين، عند بدأ علاج فوري، والقيام بتداريب ذهنية كل يوم. طرق إنعاش الذاكرة الطريقة الأولى لتقوية الذاكرة، هي تزويدها، دائما، بمعلومات جديدة. ففي كل مرة تتعلمين شيئا جديدا، كأسماء أصدقاء أولادك، أو معنى كلمة ما بلغة أخرى غير التي تتكلمين بها، تخلقين بهذا ممرات عصبية بين خلايا الدماغ، ما يخلق ذبذبات كهربائية، تفسح المجال لمعلومات جديدة، يبدو الأمر كما لو أنك تؤمنين مكانا جديدا لكل معلومة جديدة، وكلما قمت بزيارة هذه المواقع، عن طريق استعادة الأسماء مثلا، أصبحت هذه الممرات أقوى، وأصبحت عملية التذكر أسهل. وتكرار التذكر مرات ومرات هو تمرين قوي للذاكرة وتدريبها، وهذا ما ينصح به أطباء الجهاز العصبي. كوني عاطفية تعمل الذاكرة بشكل أفضل، إذا كان هناك شعور مرتبط بها. فالعاطفة تعطي الدماغ وسيلة بديلة لإحياء الذاكرة، وهذا يفسر سبب احتياجك إلى زمن طويل لتذكر الحاجيات، التي تريدين شراءها من السوق، بينما تتقد ذاكرتك عندما تتذكرين كلمات من تحبين، وتكون أكثر وأعمق رسوخا في ذهنك. استخدمي حواسك لابتداع طرق أخرى لإنعاش الذاكرة، حاولي ربط ما ترغبين في تذكره برائحة ما، أو بمذاق أو لمسة، في هذه الحالة، إذا فشلت في تذكر الأمر من ناحية، يمكنك مقاربته من ناحية أخرى. كما أن الأبحاث أظهرت أن توفير أكثر من طريقة للذاكرة لاستعادة المعلومة نفسها، يمكن أن يكون حماية لها مع تقدم العمر، فإذا أردت جلب ملابسك من التنظيف، تخيلي نفسك تلقين التحية على عامل المصبغة، ثم تخيلي رائحة المكان، وملمس الملابس بعد تنظيفها، وسيساعدك ذلك على التذكر، بشكل أسرع. استعملي قائمة استعمال قائمة لتدوين مواعيد أو تذكر حاجيات ليس مضرا، فكثير من الناس يظنون أن كتابة الأشياء لتذكرها، واستخدام الحيل للتذكر، قد يكونان مؤشرا إلى ذاكرة ضعيفة، وهذا غير صحيح، إذ كلما شعرت بعدم الحاجة إلى التذكر لأنك قمت بتدوين الأشياء، التي تريدين تذكرها، فإنك تشعرين بضغط أقل، والأفضل أنك سوف تكونين أكثر استطاعة في التركيز على الأمور، التي تحتاجين فعلا إلى تذكرها.