دعت العديد من القوى السياسية والحقوقية المصرية إلى تنظيم مظاهرة مليونية غدا في ميدان التحرير تحت شعار " جمعة حرائر مصر ورد الشرف" , تضامنا مع سيدات وناشطات مصر اللاتي تعرضن للإهانة على يد الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي. وأكدت عدد من تنسيقيات وائتلافات شباب الثورة أن هذه المظاهرة تأتي أيضا "إعلانا للرفض الكامل والقاطع للأسلوب الذي تتبعه قوات الجيش في التعامل مع المتظاهرين السلميين, معتبرة أن "ما آلت إليه الأمور في مصر الآن يدل على أنه ليس هناك بديل عن عودة الجيش إلى ثكناته ونقل السلطة إلى المدنيين وأن تصرفات الجيش الحالية تزيد من الشرخ الذي ظهر بين القوات المسلحة والشعب المصري". وشددت هذه الائتلافات على ضرورة أن تبدأ عملية نقل السلطة إلى المدنيين فورا وإنهاء المرحلة الانتقالية التي تمر منها البلاد حاليا. كما رفضت ادعاءات المجلس العسكري لها بالعمل على شحن الأجواء وزيادة التوتر في الشارع واعتبرتها "محاولة من الجيش للهروب من جرائمه عبر تشتيت الأنظار واتهام شباب الثورة بتهم سخيفة لا معنى لها". وطالبت الحركات السياسية والحقوقية المصرية بفتح تحقيق في الانتهاكات التي طالت خصوصا النساء خلال ما أصبح يعرف بأحداث مجلس الوزراء والتي خلفت مقتل 14 شخصا أكدت تقارير الطب الشرعي أنهم قضوا جميعا بالرصاص الحي . واعتبرت أن هذه الأحداث التي خلفت أيضا أزيد من 1000 مصاب, وضعت سمعة وشرف الجيش المصري على المحك. وفيما أجمعت القوى السياسية المصرية على المشاركة في المظاهرة, أعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" مقاطعتها لها مبررة في بيان رسمي هذا الرفض كونها " مع التهدئة والإسراع في المسيرة الديمقراطية باعتبار ذلك الطريق الوحيد السليم والمأمون لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة وتحقيق الاستقرار في البلد". وعلى خلفية هذه الأحداث تظاهرت أمس الأربعاء بميدان التحرير الآلاف من السيدات المصريات لرفض أعمال العنف التي استهدفت نساء خلال أحداث مجلس الوزراء الأخيرة, ورفعن العديد من صور الفتيات اللاتي تعرضن للضرب على أيدي قوات الشرطة العسكرية. من جهته أصدر المجلس العسكري بيانا أكد فيه احترامه وتقديره الكامل لسيدات مصر وحقهن في التظاهر, والمشاركة الفعالة والإيجابية في الحياة السياسية, على طريق التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر, مع الوضع في الاعتبار أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات. وقال المجلس العسكري إن هذه اللحظات الحرجة في تاريخ مصر تتطلب منا جميعا التلاحم والتكاتف ونبذ العنف والخلافات بكافة أنواعها, وإتاحة الفرصة لاستكمال العملية الديمقراطية, وإنهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية في توقيتها المحدد, حتى نبدأ في الاستقرار الحقيقي لمصرنا الغالية" كما حذر الجيش المصري من وجود مخطط مدعوم من الخارج يروم إسقاط الدولة وإشعال فتيل حرب أهلية فيما كشف مصدر رسمي عن رصد تحركات واتصالات لعناصر داخلية تتعاون مع جهات أجنبية خارجية لتنفيذ مخطط يروم إغراق البلاد في فوضى الحرب الأهلية وإحراقها في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير .