تواصلت المواجهات بين متظاهرين مناهضين للمجلس العسكري وقوات الأمن، صباح أمس الاثنين، في ميدان التحرير، في القاهرة، بعد أعمال العنف التي أوقعت 20 قتيلا، منذ السبت، حسب ما أفادته وزارة الصحة المصرية. تأتي هذه المواجهات قبل أسبوع من بدء أول انتخابات تشريعية وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع على مئات المتظاهرين، الذين توزعوا على مجموعات صغيرة في الميدان ومحيطه، وردوا برشقها بالحجارة، كما أظهرت الصور، التي بثها التلفزيون المصري مباشرة. وتأتي هذه المواجهات قبل أسبوع من بدء أول انتخابات تشريعية، منذ سقوط الرئيس السابق، حسني مبارك. ويطالب المتظاهرون المجلس العسكري الحاكم بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية. وأثارت هذه المواجهات المخاوف من إلغاء أو تأجيل الانتخابات التشريعية، المقرر أن تبدأ في نوفمبر الحالي، وتمتد على عدة أشهر، أو أن تتخللها حوادث وأعمال عنف دامية. ويردد المحتجون هتافات ضد المجلس العسكري، مطالبين بإسقاط المشير حسين طنطاوي، الذي يرأس المجلس العسكري الحاكم، وبتسليم الحكم إلى سلطة مدنية. كما رفعوا شعارات "ارحل" موجهة إلى المشير، في مشهد يوحي يتكرار سيناريو الثورة التي أسقطت حكم مبارك، فيما أقام محتجون حواجز في أنحاء الميدان. وحين تقدمت الشرطة دق نشطاء على أسطح معدنية كإشارة تحذير للدفع بعناصر إلى الخطوط الأمامية للدفاع عن الميدان. ويخشى نشطاء وسياسيون من أن الجيش يرغب في التشبث بالحكم، وكانت بدأت الاحتجاجات، يوم الجمعة الماضي، بقيادة التيارات الإسلامية، التي شعرت بالغضب من طرح الحكومة، المدعومة من الجيش، وثيقة مبادئ الدستور الجديد تعفي الجيش من الرقابة عليه، ما اعتبروه محاولة مستترة للتمسك بزمام الحكم، حتى بعد الانتقال إلى حكم مدني. وقالوا إن هذا سيقوض البرلمان الذي ستبدأ انتخاباته يوم 28 نوفمبر، التي من المتوقع أن يحقق الإسلاميون فيها نتائج جيدة وفيما امتدت الاحتجاجات على مدى يومي السبت والأحد تغيرت أطياف المحتجين أيضا. تراجع الإسلاميون ليفسحوا الطريق للنشطاء الشباب، الذين أطلقوا شرارة المظاهرات، في 25 يناير، ضد مبارك. وبحلول صباح الأحد، ساد هدوء نسبي في الميدان، وقدم الباعة الشاي للمحتجين المنهكين، الذين بدا عليهم الإرهاق، وكانوا يتثاءبون في طقس بارد. وبدأت لعبة القط والفأر، مرة أخرى، حين حاولت الشرطة إبعاد المحتجين عن وزارة الداخلية، حين توجهوا إليها، وتحركت ناقلات جند مدرعة، تابعة للجيش، وأطلقت الشرطة، المدعومة بقوات الجيش، الغاز المسيل للدموع على الميدان. وقال شهود عيان إن الجيش والشرطة ألقوا الغاز، داخل مستشفى ميداني بالتحرير، وحاول الأطباء والمصابون الهرب من ألسنة اللهب. وأضاف مخرج تلفزيوني، كان يصور ما وقع من داخل المستشفى، "ما رأيته اليومن لا يوصف سوى بأنه جريمة حرب... لا أصدق أن جيشا، حتى ولو كان يهاجم عدوا، يمكن أن يتعمد استهداف منشأة طبية، أو مستشفى، مثل ما حدث اليوم". وأظهر تسجيل بالفيديو، نشر على موقع يوتيوب، ولم يتسن التحقق من صحته، الشرطة وهي تجر ما بدا كجثة على الأرض، وتلقيها إلى جانب كومة من القمامة في ميدان التحرير. وبحلول ليل أول أمس الأحد، استعاد المحتجون السيطرة على الميدان، واستؤنف الهتاف ضد حكم العسكر.