وجه عبد الرحمن شلقم، مندوب ليبيا بالأمم المتحدة، يوم الجمعة المنصرم، في طنجة، انتقادات شديدة اللهجة لدولة قطر بسبب ما وصفه تدخلا في الشؤون الداخلية لبلاده، وحثها على الكف عن ذلك، متهما إياها بإمداد الإسلاميين في ليبيا بالأموال والسلاح. وقال شلقم، في ندوة صحفية عقدها على هامش مشاركته في منتدى "ميدايز 2011"، الذي انطلقت فعالياته، الخميس الماضي، إن "هناك حقائق على الأرض تؤكد أن قطر تقدم مساعدات لبعض الأطراف الإسلامية"، مشيرا إلى أنها "تقدم المال والسلاح، وتحاول التدخل في أمور لا تعنيها، وليبيا ترفض هذا رفضا قاطعا". وخاطب وزير الخارجية الليبي السابق القطريين بلهجة تصعيد قائلا "لا نريد أن نخسركم، لأن ذلك سيلغي كل ما قدمتموه من دعم للثورة ضد القذافي"، ضاربا المثل بتونس التي وصفها بأنها "أكبر من ساند الثوار في معركتهم ضد الدكتاتورية"، بتصديها لكتائب القذافي عبر الحدود واستقبال اللاجئين، إلا أن التونسيين "لم يطلبوا منا أي شيء بعد النصر". وكشف شلقم، الذي انشق على معمر القذافي في مارس المنصرم، أن الباجي قايد سبسي، رئيس الحكومة التونسية المؤقتة، قال له "لو لم نتصرف على هذا النحو لاعتبرت نفسي خائنا لتونس"، وأبرز شلقم أنه "لو كان الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، في السلطة لما نجحت الثورة الليبية". كما أوضح المسؤول الليبي أن بعض "المشارقة" لا يفهمون عقلية أبناء شمال إفريقيا، مؤكدا أن شعبه لن يسمح لأي قوة بالتدخل في شؤونه، لا الولاياتالمتحدة، ولا فرنسا، ولا بريطانيا ولا غيرها... وقال "نحن نغضب، نحن نفقد أعصابنا حين يتدخل أي كان في شؤوننا. من جهة أخرى، لم يعط شلقم في تصريحه أهمية للمواجهات الأخيرة، التي عرفتها منطقة الزاوية بين بعض جماعات الثوار، ووصفها بأنها "مزعجة لكنها لا ترقى لأن تكون عنوانا للمرحلة المقبلة"، معتبرا أن الأهم في الفترة الحالية هو امتلاك القدرة على احتواء الانفلاتات الأمنية، التي تعرفها بعض المناطق في ليبيا، مؤكدا أن تشكيل الحكومة وإحداث وزارة للدفاع من شأنه أن يحد من مشكلة انتشار السلاح ويساهم في التهدئة. وكان الدبلوماسي الليبي شارك، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات العالمية، في ندوة نظمت في إطار منتدى "ميدايز 2011" تحت شعار "الربيع العربي: نموذج جديد أم صفقة جديدة"، إذ أشاد المشاركون بتجربتي المغرب والأردن في خضم التحولات الديمقراطية التي طرأت على العالم العربي، وناقشوا مدى إسهام الثورات العربية في تغيير الخريطة السياسية والإقليمية، وكذا آفاق هذه الدول وإمكانية تحولها إلى نموذج في المنطقة العربية والدولية على مستوى الحريات الديمقراطية. يذكر أن فعاليات منتدى "ميدايز 2011"، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "الجنوب في الحكامة العالمية"، والذي اختتمت فعالياته أول أمس السبت، حضره هذه السنة ثلة من الشخصيات المعروفة، من بينها مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، وفلسطينيون يترأسهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ووزراء الشؤون الخارجية في المغرب ومصر وتركيا ورومانيا والأردن، فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير المالية التونسي.