قدمت جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، ومختبر "سانوفي أفنتيس المغرب"، فرع مجموعة سانوفي، أول أمس الاثنين، في الدارالبيضاء، حصيلة شراكتهما في مجال تكوين العاملين في قطاع الصحة في مجال محاربة داء السرطان، ومساعدة المصابين على علاج أفضل. الدكتور رشيد البقالي، المدير التنفيذي لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان يسلم شهادة لإحدى المشاركات في التكوين جرى بالمناسبة تسليم الشهادات إلى مستخدمي الصحة، الذين استفادوا من تكوين في الأنكولوجيا النفسية. ويأتي ذلك، في إطار اتفاقية الشراكة وقعتها جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، و"سانوفي أفنتيس المغرب" في مارس الماضي، الرامية إلى تعزيز التوعية والتكوين في الأنكولوجيا، والأخذ بالاعتبار الجوانب البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية عند التعامل مع المصابين بالداء. وشهد اللقاء تقديم الممرضين، الذين استفادوا من التكوين في الأنكولوجيا مساهمتهم، التي جاءت على شكل مشاريع، تسعى إلى تحسين التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان. واختارت اللجنة المؤلفة من جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، والمستشفيات الجامعية لجنيف وسانوفي أفنتيس، أربعة مشاريع. ويهم المشروع الأول تحسين الوجبات المقدمة إلى المرضى المصابين بسرطان الدم، في حين يتعلق الثاني بالدعم التمريضي للمريضات، اللواتي خضعن لاستئصال الثدي نتيجة لسرطان الثدي، حتى يتمكن من قبول أجسامهن الجديدة بشكل أفضل. أما المشروع الثالث فهو خاص بإحداث الاستشارة التمريضية في مصلحة المعالجة الإشعاعية الأنكولوجية في المركز الصحي الجامعي ابن الرشد بالدارالبيضاء، بينما يتمحور المشروع الأخير حول دور الممرض أمام الغثيان والقيء الناجمين عن العلاج الكيميائي السرطاني. وتتركز بنود الشراكة حول بلورة برامج التكوين في علم نفس الأورام لفائدة أطباء متخصصين في أمراض السرطان، يمارسون مهامهم في مستشفيات عمومية. وجرى وضع هذه الوحدات البيداغوجية بشراكة مع المعهد الوطني للسرطان في فرنسا (إنكا). وينضاف إلى ذلك، المساهمة في صقل الكفاءات والمؤهلات ضمن الممرضين، بشراكة مع المستشفيات الجامعية ل"جنيف"، إذ سيستفيد، تقريبا، كافة الممرضين العاملين في قسم علم الأورام في المستشفيات العمومية من برنامج التكوين. ووفقا لبنود الاتفاقية، قدمت المستشفيات الجامعية ل"جنيف"، تكوينا لفائدة 45 من الممرضين المستقرين في الدارالبيضاء، والرباط، علما أنه سيجري تنظيم دورة تكوينية لطاقم الممرضين، قريبا، في مراكش، بينما يجري التحضير لأخرى في فاس خلال 2012. يشار إلى أن وحدات التكوين، التي خضعت لها الأطر الصحية، تمحورت حول أخلاقيات ومسؤولية الممرضين تجاه المرضى ونظام الصحة، ومفاهيم العناية الملائمة في علاج الأشخاص المصابين بداء السرطان، والتعرف على احتياطات وتقنيات تقديم علاج كيميائي ومراقبة التأثيرات الثانوية للعلاجات. كما تناولت الحصص التكوينية، موضوع الدعم النفسي ومواساة الشخص المعرض للإرهاق الناجم عن مرض السرطان، والتعرف على استراتيجية دعم الأسرة والمساعدين الطبيعيين، والعناية الملطفة وعلاج الألم في المرحلة النهائية من السرطان. كما جرى تنظيم حصص في إحداث تغذية تلائم العلاج الكيميائي، والعناية بالنظافة وحفظ الصحة والوقاية من مضاعفات الإصابات في إطار العلاجات الكيميائية. وفي هذا الإطار، قال رشيد بقالي، المدير التنفيذي لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، إن الاتفاقية تأتي في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة داء السرطان، الذي سيكون له وقع إيجابي على نظام الصحة برمته عبر العمل التكميلي الذي يقدم عليه كل من مهنيي الصحة والمرضى وأقربائهم، من أجل خفض معدل الأمراض والوفيات الناجمة عن داء السرطان. وذكر أن الشراكة مع المراكز الجامعية في جنيف ومجموعة سانوفي، مكنت من وضع منظومة مهمة للتكوين، يسهر عليها مكونون أكفاء، ومتدربون محفزون، وأنه ستجري إعادة هذه التجربة وتعميمها على أكبر عدد ممكن من العاملين في المجال.