تميز الموسم الفلاحي 2010- 2011 بجهة تادلة أزيلال بتحقيق نتائج قياسية لإنتاج الشمندر السكري, حيث بلغ معدل المردودية 65 طنا في الهكتار الواحد مقابل 59,34 طنا في موسم 2009- 2010 و50 طنا في الموسم الذي سبقه. وأفاد تقرير صادر عن المديرية الإقليمية للفلاحة ببني ملال بأن هذه النتائج تم تحقيقها بفضل التدابير التي اتخذتها اللجنة التقنية الجهوية للسكر والمتجلية في تعميم البذور ذات النواة الواحدة والمقاومة للمرض المعروف باسم (الريزومانيا) . وأشار إلى أن إقبال المنتجين على هذه الزراعة كان مرتفعا هذا الموسم, حيث بلغت المساحة المستفيدة من عوامل الإنتاج إلى نهاية شهر أكتوبر الماضي حوالي 15 ألف هكتار مقابل 12 ألف و500 هكتار خلال الفترة ذاتها من الموسم الفلاحي الماضي, وهو ما يعد سابقة في تاريخ زراعة الشمندر السكري في المنطقة . غير أن اللجنة التقنية الجهوية للسكر لتادلة قررت, لضعف الطاقة الاستيعابية لمعمل السكر الوحيد بالمنطقة (معمل اولاد عياد), التقليص من المساحة المزروعة بالشمندر السكري من 15 ألف هكتار إلى 12 ألف و500 هكتار لعدم تجاوز الطاقة التحويلية للمعمل الذي لا تتجاوز طاقته 57 طنا في الهكتار الواحد , وذلك لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي . كما قررت تنظيم عملية قلع الشمندر بوضع برنامج للزرع على صعيد كل مركز فلاحي مقسم إلى 3 مراحل: الزرع المبكر والزرع الموسمي والزرع المتأخر, وتوقيف نشاط المعمل في نهاية شهر يوليوز من كل سنة, بدل شهر غشت لكي لا يفقد الشمندر قيمته. وكانت اللجنة التقنية قد اتخذت , في إطار جهودها لإنجاح المخطط الفلاحي الجهوي الذي يندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر , جملة من التدابير المرافقة لتشجيع إنتاج الشمندر السكري . ومن بين التدابير المتخذة التحفيز المادي لتشجيع المنتجين على عملية الزرع الميكانيكي لضمان كثافة عالية من الإنتاج والاقتصاد في تكاليف اليد العاملة, والمتابعة اليومية للوقاية الصحية الناجحة للزراعة من الأمراض والحشرات من خلال مرصد موضوع لهذه الغاية, وإنجاز تجارب تتعلق باختيار وملاءمة أحسن الأصناف المقاومة لمرض الريزومانيا بشراكة مع الجمعية المغربية للبذور والشتائل . كما تهم هذه التدابير , التي تهدف إلى مواكبة الدينامية التي أطلقها مخطط المغرب الأخضر , التدخلات في المجالات الأساسية لتنمية أهم سلاسل الإنتاج وتأمين التزويد بعوامل الإنتاج وتدبير مياه السقي والحماية الصحية للنباتات والحيوانات , وضمان تزويد جميع نقط التوزيع بمواد الإنتاج , علاوة على دعم بذور الحبوب وفتح عدة نقاط لبيعها , ومواصلة برنامج تزويد الفلاحين بأغراس الأشجار المثمرة المدعمة . وسيتواصل تقديم المساعدات الممنوحة للقطاع الفلاحي في إطار صندوق التنمية الفلاحية من أجل تجهيز الضيعات الفلاحية بأنظمة السقي المقتصدة للماء والمعدات الفلاحية , وكذا تكثيف الإنتاج الحيواني. وفي هذا الإطار, تم منذ بداية الموسم الفلاحي الحالي, فتح عدة فروع للشباك الوحيد من أجل تبسيط مساطر منح إعانة الدولة للاستثمارات الفلاحية . وتبرز هذه التدابير الأهمية التي تكتسيها الفلاحة بالمنطقة التي أنتجت الموسم الفلاحي ما قبل الماضي 300 ألف قنطار من البذور المختارة أي ما يمثل 28 في المائة من الإنتاج الوطني, و160 ألف طن من مادة الزيتون أي 15 بالمائة من الإنتاج الوطني.