أفادت مصادر مطلعة من مخيمات تندوف أن مدبري عملية اختطاف الإسبانية، أينوا فرنانديث ديل رينكون، والإسباني، إنريك غونكايلونس، والمواطنة إيطالية، ليسوا سوى عناصر تابعة ل 'بوليساريو'، التي تسيطر على مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر. جانب من مخيمات تندوف وجاء في بيان لمنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، المعروف اختصارا باسم "فورساتين"، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن أنصار المنتدى داخل المخيمات يتوفرون على أدلة قاطعة، تفيد بأن عملية خطف المواطنين الإسبانيين والمواطنة الإيطالية، جرت في إطار ما بات يعرف بالممارسات الإرهابية والإجرامية، التي تمارسها البوليساريو، لتأكيد فرض وجودها في المخيمات، وإرهاب سكانها، وتهديد الأطراف الأجنبية، التي تسعى للتحقيق في مسار المساعدات، التي ترسلها المنظمات الإنسانية لسكان المخيمات. وفند البيان ما جاء على لسان ما يسمى ب "وزارة إعلام الجمهورية الصحراوية"، باعتبار عملية الاختطاف نفذها إرهابيون، بينما الأمر ليس كذلك. وذكر بيان منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف أن "البوليساريو لجأت إلى "تسريبات، تحاول من خلالها إخفاء الحقائق، وتمويه الرأي العام الدولي، إذ وقع إضفاء صبغة إرهابية على الحادث، وهذا ليس بالغريب على قيادة همها الأول هو خدمة أجندة، تسطر من قبل السلطات الجزائرية". وأضاف البيان أن مهمة المختطفين داخل تندوف كانت تروم تقييم الوضع الإنساني، والتحقيق في مسار المساعدات الموجهة إلى الصحراويين في المخيمات، في ظل معلومات تتحدث عن تلاعب قيادة البوليساريو في المساعدات الإنسانية، من غداء ودواء ومعدات طبية، وبيعها في السوق السوداء داخل موريتانيا ومالي والجزائر. وقال بيان المنتدى إن "البوليساريو تسعى لإخفاء جريمتها بادعاءات كاذبة، وخلق قضية تكسب من خلالها الود والتعاطف الدولي واستقطاب مزيد من المساعدات، خصوصا العسكرية منها، تحت ذريعة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة". وحسب مصادر المنتدى فإنه "من المحتمل أن يكون الأشخاص المختطفون نقلوا إلى مالي، عن طريق مجموعة من المهربين وتجار المخدرات المتواطئين مع قيادة البوليساريو". من جهة أخرى، تساءل بيان المنتدى عن كيفية تعرض الأشخاص الثلاثة للاختطاف، في ظل وجود النقط الأمنية المشددة، التي تقيمها ميليشيات البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية، التي تزايد عددها في الآونة الأخيرة لقمع انتفاضة الشباب الصحراويين، ومنع الصحراويين من مغادرة المخيمات. ودعا منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف إلى "الحفاظ على سلامة وأمن المنطقة"، كما ندد بهذه الممارسات، التي يتضرر منها الأبرياء، وحذر قادة البوليساريو من هذه التلاعبات والمراوغات، وناشد المنتدى المنظمات الدولية، والهيئات الحقوقية، للتدخل الفوري لمعرفة ملابسات هذا الحادث، وإجراء تحقيق معمق في الموضوع. للإشارة فإن تقارير صادرة عن المركز الأوروبي للدراسات الاستراتيجية ببروكسيل أشارت إلى وجود علاقة بين عناصر قيادية في البوليساريو وتنظيم القاعدة، من جهة، وشبكات مهربي المخدرات والأسلحة والهجرة السرية، من جهة ثانية، كما أن مسؤولين أمنيين وسياسيين غربيين سبق أن حذروا من تنامي الأعمال الإجرامية والإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وتحول البوليساريو إلى لاعب لوجيستيكي مهم فيها، خاصة في ظل انسداد الأفق أمام الشباب، وانصياع القياديين في الجبهة لتعليمات جنرالات الجزائر، وانشغالهم بالمال والأعمال، على حساب أوضاع الصحراويين.