أمر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بأكادير، أمس الجمعة، بإيداع حسين بورحيم، رئيس جماعة تانزرت بدائرة أولاد برحيل بإقليم تارودانت، رفقة ثلاثة أشخاص آخرين، سجن إنزكان الأستاذ المختفي لحظة العثور عليه داخل القبو الذي كان محتجزا به على خلفية قضية احتجاز عبد الله أوناصر، أستاذ التربية الإسلامية بإحدى الإعداديات بالإقليم، داخل قبو في ضيعة في ملكية المنتخب المذكور، عن حزب التجمع الوطني للأحرار. وجاء هذا القرار بعد الاستماع إلى المتهمين من طرف قاضي التحقيق، الذي أحيل عليه، في اليوم نفسه، الملف من قبل الوكيل العام للملك لدى المحكمة ذاتها. وقالت مصادر مطلعة إن عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية الدرك بتارودانت، أحالت صباح اليوم نفسه، على الوكيل العام المتهم رفقة كل من حارس ضيعته، وتقني الضيعة، وشخص آخر، في حالة سراح مؤقت. وكان المشتبه به أفرج عنه في وقت سابق، بعد التحقيق معه من طرف الدرك الملكي، بخصوص "احتجاز" أوناصر. وأشارت المصادر إلى أن الأستاذ الضحية نقل إلى مستشفى المختار السوسي بتارودانت، حيث يتلقى الإسعافات الطبية والعناية بعد احتجازه، منذ سنة 2007، داخل قبو بضيعة المتهم، مضيفة أن عناصر الدرك الملكي انتقلت إلى المستشفى، واستمعت إلى تصريحات الضحية، الذي أكد أن رئيس الجماعة أمر باحتجازه داخل ضيعته، بسبب خلافات بينهما. وأكد عزيز أوناصر، شقيق الأستاذ الضحية، أن الأخير اختفى في ظروف غامضة منذ سنة 2007، وأنهم تقدموا بشكايات عديدة أمام الدرك والمحكمة لكن دون جدوى، وتمكنوا أخيرا من معرفة مكانه بعد رسالة نصية من مجهول، مضيفا أن الحالة العقلية لشقيقه متوازنة، لكن حالته البدنية مزرية نتيجة الاحتجاز، الذي تعرض له وسوء التغذية. وقال عزيز، في اتصال ب "المغربية"، إن "ثقة عائلته في القضاء كبيرة جدا كي تنصف شقيقه، الذي اختطف واحتجز في ظروف لا إنسانية منذ سنوات، مشيرا إلى أنه توجد ما يقارب 10 ملفات قضايا نزاع مع المتهم حول العقار، وأن المحكمة حكمت في جميعها لصالح عائلته، وتشبث بمتابعة رئيس الجماعة المتهم. في حين، صرح عمر بورحيم، ابن المتهم، في اتصال ب "المغربية"، أن والده كان ينوي الترشح للانتخابات التشريعية، وأنه وقع ضحية لمنافسين له فبركوا هذه القضية لتشويه سمعته، مضيفا أن الأستاذ وأشقاءه لهم نزاعات قضائية مع والده حول عقار منذ سنوات، وأن الأستاذ كان مطلوبا للعدالة منذ أن أصدرت ابتدائية تارودانت حكما في حقه وحق شقيقه، إذ اختفى عن الأنظار في حين اعتقل شقيقه، مشيرا إلى أنه فبرك هذه القضية بمساعدة أشخاص آخرين ليغطي على قضية فراره من تنفيذ الحكم القضائي. وكانت عناصر الدرك الملكي عثرت على الأستاذ (50 عاما)، مساء الثلاثاء الماضي، بعد اختفائه أزيد من خمس سنوات، مكبلا في ضيعة فلاحية في ملكية بورحيم بالجماعة نفسها (حوالي 50 كيلومترا شمال تارودانت)، في حالة وصفت ب"الصادمة"، إذ كان مكبلا بالسلاسل من يديه ورجليه وعنقه، ومربوطا إلى عمود إسمنتي في ركن مظلم بالضيعة الفلاحية، وكان يتناول وجبات رديئة ترمى له بعين المكان، كما كان يقضي حاجته في المكان نفسه حيث ينام، وزاد طول لحيته الكثيفة عن نصف متر، وأظافر طويلة يزيد طولها عن 10 سنتيمترات. وجرى إيفاد فرقة للتحقيق والأبحاث القضائية لدى الدرك الملكي بتارودانت، التي تولت التحقيق في القضية، في حين، نفى حراس الضيعة، الذين اعتقلوا وجرى التحقيق معهم، معرفتهم بوجوده داخل ذلك القبو. وبعد تفجر القضية، نفى المتهم أي علاقة له باختفاء الأستاذ أو احتجازه داخل ضيعته، موضحا أنه لم يره منذ 2002،بعد أن تنازعا حول قضية عقار، واعتبر الزج باسمه يدخل في تصفية حسابات سياسية. وفي رواية أخرى للقضية، تبين أن الضحية كان مبحوثا عنه منذ 5 سنوات من قبل العدالة، وأنه هرب بعد أن حكم عليه في قضية نصب ونزاع بسنة حبسا نافذا من طرف ابتدائية تارودانت. وجاء اكتشاف الأستاذ بعد شكاية تقدم بها أحد أشقائه إلى وكيل الملك بابتدائية تارودانت، تفيد بوجوده في طابق تحت أرضي بالضيعة.