يحتفل المغرب، اليوم، باليوم العربي للبيئة، الذي يصادف 14 أكتوبر من كل سنة، والذي يخلد هذه السنة تحت شعار "نظافة الشوارع مسؤولية جماعية" وذلك بدعوة جميع الفاعلين إلى ترسيخ ثقافة التدبير الجيد والتصرف المسؤول تجاه إشكالية النفايات، والتحسيس بمخاطر استهلاك الأكياس البلاستيكية المضرة بالبيئة. وقالت مصادر بيئية، ل"المغربية"، إن اتفاقية شراكة ستوقع، بهذه المناسبة، بين الوزارة المنتدبة المكلفة بالشؤون الاقتصادية والعامة، وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، حول تشجيع الأكياس البيئية، والإعلان عن تقديم البرنامج الوطني لتشجيع الأكياس البديلة، إلى جانب تنظيم ورشة لتقديم حصيلة الشطر الأول من البرنامج الوطني لجمع الأكياس البلاستيكية، والتخلص منها. ويتمثل ضرر الأكياس البلاستيكية في أنها لا تتحلل في الطبيعة إلا بعد إيذائها، إذ يستغرق اختفاؤها 400 سنة، ولذلك تعد مصدرا لتلوث الماء والتربة. وذكرت مصادر "المغربية" أن التركيز على مشكلة استهلاك الأكياس البلاستيكية، يعود إلى الاستهلاك المفرط والعشوائي منها بالمغرب، إذ تفيد آخر المعطيات أن المغرب شهد، سنة 2003، استهلاك حوالي 1.5 مليار وحدة، أي بمعدل 5 كلغ لكل فرد سنويا. وتضاعف هذا الاستهلاك ليصبح، سنة 2008، حوالي 3 ملايير وحدة، أي بمعدل 9 كلغ للفرد سنويا. وتكمن خطورة استعمال الأكياس البلاستيكية العادية في توفرها على مواد كيماوية خطيرة، بينما توفر الأكياس سريعة التحلل على مواد صناعية طبيعية، مثل الملح، ومواد أخرى صناعية مساعدة على خفض مدة التحلل في الطبيعة، من سنوات طويلة إلى شهور لا تتعدى السنة، إلى جانب أنها تخضع لمسلسل كيميائي، يجعلها تتجزأ وتندثر تماما، خلال سنة. ويتكون قطاع البلاستيك في المغرب من أكثر من 270 وحدة إنتاج، 140 منها تنتج الأكياس البلاستيكية، تتمركز في مدن الدارالبيضاء، وفاس وسطات، ومراكش، وأكادير، وطنجة، والرباط، وسلا. ويساهم القطاع غير المهيكل بشكل كبير في إنتاج الأكياس، سيما من النوع المحظور قانونا، ما يفسر صعوبة التحكم في استمرار إنتاج وتسويق الأكياس البلاستيكية، ذات اللون البني المائل إلى لون السواد، بالتحايل على القانون، الذي يمنع إنتاج الأكياس السوداء. ويتضمن برنامج الاحتفال باليوم العربي للبيئة في المغرب تقديم وعرض الوحدة المتنقلة للتوعية والتربية البيئة، وفتح البوابة الإلكترونية الجديدة لقطاع البيئة في وجه العموم، وتنظيم أنشطة تحسيسية حول موضوع النفايات الخضراء ومخلفات البناء في مدينة الرباط، بشراكة مع الشركة المكلفة بجمع النفايات الخضراء، والسلطات المحلية، والمؤسسات التعليمية. ويشكل الاحتفال باليوم العربي للبيئة مناسبة لتركيز الاهتمام على المشاكل البيئية داخل كل دولة، والعمل على تنسيق الجهود العربية لتطويق الأخطار البيئية، والحد من المشاكل، التي تهدد مقوماتها. وبهذه المناسبة، برمج قطاع البيئة، التابع لكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، تنظيم أنشطة حول تشجيع الأكياس البيئية، وتنظيم أنشطة تواصلية وتوعوية على المستوى المحلي والمركزي، بتنسيق مع مختلف الشركاء.