يعيش إقليمالحسيمة، في السنوات الأخيرة، على إيقاع دينامية للتنمية غير مسبوقة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أشرف، يوم الاثنين المنصرم، على تدشين مشروع توسيع وتأهيل محطة تصفية المياه العادمة بمدينة الحسيمة، بكلفة بلغت 120 مليون درهم. جانب من مدينة الحسيمة (سوري) وجرى، في هذا الصدد، بذل مجهود جبار، بحيث جرى إدراج المشاريع المنجزة أو المبرمجة في إطار رؤية استراتيجية تروم تعزيز جهود فك العزلة عن هذه المنطقة ذات المؤهلات التنموية القوية، والموقع الجغرافي المتميز، والنهوض بجاذبيتها واندماجها في الدينامية الشاملة للتنمية. وتعكس الزيارات المتعددة، التي قام بها جلالة الملك للحسيمة، للاطلاع في عين المكان على برامج التنمية، والوقوف ميدانيا على الوقع الملموس للأعمال المبرمجة، والإرادة الملكية الراسخة في إعطاء دفعة قوية لمسلسل التنمية السوسيو-اقتصادية، وتحسين إطار عيش المواطنين. وتجمع سكان وزوار الحسيمة، يوم الاثنين المنصرم، على أن هذا الإقليم تمكن، في وقت وجيز، من تدارك تأخر هائل بفضل هذه الدينامية الجلية للاستثمار والتنمية في جميع الميادين والتعبئة المتزايدة لمختلف الفاعلين (من قطاع عام وخاص ومجتمع مدني). المكتب الوطني للماء الصالح للشرب.. فاعل منخرط بقوة في هذه الدينامية في إطار برنامجه للتطهير الرامي إلى حماية الموارد المائية، وتحسين ظروف السلامة والنظافة والصحة العمومية، تدخل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بشكل نشيط في قطاع التطهير السائل بإقليمالحسيمة، حيث تجلى هذا المجهود في التكفل بتدبير خدمة التطهير السائل بمدن الحسيمة، وإيمزورن، وبني بوعياش، وتارغيست، منذ فاتح أبريل 2004. وتطلبت المشاريع المنجزة في هذه المراكز، خلال الفترة ما بين 2004-2010، استثمارا إجماليا بقيمة 257 مليون درهم. أما الاستثمارات في الإقليم، برسم الفترة 2011-2015، فتبلغ 292,6 مليون درهم، وتشمل الحسيمة، وإيمزورن، وبني بوعياش، وتارغيست، وأجدير، ومنود، وسيدي بوعفيف، وإيساغن، وتاماسينت، وبني حذيفة، وآيت قمرة، وإيمزورن، ولوطا. وجرت برمجة التكفل بخدمة التطهير في مراكز بني حذيفة، وإيساغن، وسيدي بوعفيف، ومنود، في سنة 2012، وفي تاماسينت في سنة 2013. وهمت استثمارات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في الإقليم من 2004 إلى 2010، بالخصوص، شبكة التطهير ومحطات الضخ بالحسيمة (110 ملايين درهم)، وتوسيع شبكة التطهير السائل في إيمزورن (32 مليون درهم)، وأشغال إنجاز محطة لتصفية المياه العادمة في بني بوعياش (32,3 مليون درهم). كما شملت تدخلات المكتب توسيع شبكة التطهير السائل ومحطة للضخ في بني بوعياش (34,1 مليون درهم)، وتوسيع شبكة التطهير السائل وأشغال إنجاز محطة لتصفية المياه العادمة في تارغيست (25,5 مليون درهم). تعبئة أزيد من 292 مليون درهم للفترة 2011-2015 يبلغ الغلاف المالي المخصص للمشاريع الجاري إنجازها، أو المبرمجة، أو تلك التي توجد قيد الدراسة في إقليمالحسيمة من قبل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب 292,6 مليون درهم بالنسبة للفترة 2011-2015. ويتمثل الهدف من المشاريع الجاري إنجازها بغلاف مالي إجمالي قدره 223,4 مليون درهم في توسيع وإعادة هيكلة محطة تصفية المياه العادمة بالحسيمة، بكلفة قيمتها 120 مليون درهم، 50 في المائة منها مولها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وإعادة هيكلة ثلاثة كيلومترات من شبكة التطهير السائل بالحسيمة (3 ملايين درهم)، وإعادة هيكلة كيلومترين اثنين من شبكة التطهير السائل بإمزورن (2 مليون درهم). كما تهم هذه المشاريع تأهيل كيلومتر واحد من شبكة التطهير السائل ببني بوعياش (مليون درهم)، والتطهير السائل بمراكز أجدير (29,3 مليون درهم)، ومنود (9 ملايين درهم)، وسيدي بوعفيف (27,5 مليون درهم)، وإيساغن (11,2 مليون درهم)، وتاماسينت (8,6 ملايين درهم)، وبني حذيفة (9,3 ملايين درهم). أما المشاريع المبرمجة والبالغة استثماراتها 9,2 ملايين درهم، والتي تستهدف أربعة مراكز (الحسيمة، وتارغيست، وإمزورن، وبني بوعياش)، فتهم إعادة هيكلة وحماية مجمع التطهير السائل على مستوى واد إيبولاي على كيلومتر واحد، وتأهيل قناة صرف مياه الميناء، وحماية حي المعلمين بتارغيست من الفيضانات، من خلال توسيع قنوات تصريف مياه الأمطار، وتنظيف البحيرات التابعة لمحطات تصفية المياه العادمة. وستمكن المشاريع الموجودة قيد الدراسة (60 مليون درهم)، من ربط محطة معالجة الماء الشروب بشبكة التطهير السائل (مركز تارغيست)، وتجديد ورفع الطاقة الاستيعابية للمجمع الرئيسي (150 طنا)، على مستوى شارع طارق ابن زياد بالحسيمة، وتوسيع شبكة التطهير بمراكز الحسيمة وإيمزورن وتارغيست وبني بوعياش، بالإضافة إلى دراسة التطهير لمراكز آيت قمرة وإيمزورن ولوطا. المطرح العمومي بالحسيمة، منشأة عصرية يشكل المطرح العمومي المراقب بالحسيمة خير دليل على أنه يمكن التوفيق بين متطلبات التنمية الحضرية واحترام البيئة. وصمم هذا المطرح، المجهز بتكنولوجيا متقدمة لجمع نقل ومعالجة النفايات، وفق بنية عصرية كفيلة بالحفاظ على المنظومة الإيكولوجية وضمان التوازن البيئي. وجرت تهيئة المطرح بشكل يجعله يساهم في الحفاظ على البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة بالجهة، وخلق مناصب شغل قارة، وتشجيع الاستثمارات في القطاع السياحي. وأنجز هذا المشروع بشراكة بين وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال والمديرية العامة للجماعات المحلية وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، ومجموعة العمران، والمجلس الجهوي تازة-الحسيمة-تاونات، ومجموعة جماعات نكور غيس. ويهدف هذا المطرح إلى محاربة التسيير العشوائي للنفايات الصلبة بجماعات الحسيمة وبني بوعياش وإمزورن وأجدير . ويتوفر المطرح الجديد، الواقع على بعد 16 كيلومترا من الحسيمة، الذي تطلب إنجازه غلافا ماليا قدره 47,5 مليون درهم، طاقة تخزين بحجم 37 ألف طن من النفايات في المتوسط السنوي، وهو يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 34 هكتارا. ومكن اختيار هذا الموقع بعيدا عن جميع الفرشات المائية وعن التجمع الحضري، والأرضية الطينية، التي جرى تشيدها فوقها والوسائل التقنية واللوجيستيكية المزود بها، من جعل هذه المنشأة مطرحا عصريا يعمل وفق المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال.