اضطرت وجوه انتخابية، منها من هو معروف على الصعيد الوطني، ومنها من عمر بالبرلمان والمجالس المحلية والمهنية منذ مطلع الثمانينيات، إلى الانسحاب من أشغال ندوة جهوية، نظمتها لجنة الشباب التابعة للأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة وذلك يوم السبت الماضي، تحت شعار "الأحزاب السياسية وتجديد النخب بين الخطاب السياسي وواقع الممارسة"، في قاعة دار الثقافة بتطوان، السبت الماضي. وكان ضمن هؤلاء، البرلماني السابق محمد أحجام، الذي انتقل من حزب التقدم والاشتراكية إلى جبهة القوى الديمقراطية، ثم عاد ثانية إلى التقدم والاشتراكية، قبل أن يلتحق بحزب الاستقلال ثم الحركة الشعبية، التي سيتقدم باسمها للانتخابات البرلمانية، إضافة إلى عبد السلام البياري، الذي عمر طويلا في البرلمان، باسم الحزب الوطني الديمقراطي، قبل أن يلتحق بالأصالة والمعاصرة، ويقرر التقدم باسمه للانتخابات التشريعية المقبلة. كما كان ضمن هؤلاء مستشارون من مجلس جهة طنجة تطوان، والبرلماني السابق، عبد السلام أخماش، ورئيس جهة طنجة تطوان الأسبق، عبد الهادي بن علال. واضطر معظم هؤلاء إلى الانسحاب احتجاجا على ما تضمنته كلمة ياسين شقور العلمي، رئيس لجنة الشباب في حزب الأصالة والمعاصرة، الذي هدد "بمقاطعة الانتخابات المقبلة، إذا استمر الحزب في نهج سياسة إسقاط المترشحين لتزعم اللوائح محليا ووطنيا". وقال العلمي "إذا أقدمت الأمانة الوطنية للحزب على تعيين مترشحين للائحة الوطنية للشباب من خارج التنظيمات الحزبية الشبابية، فإن شباب الحزب بتطوان سيقاطعون الترشح النضالي في اللائحة الوطنية، وسيقاطعون الحملة الانتخابية للائحة الوطنية والتصويت عليها". وأضاف "إذا لم يقدم الحزب وجوها جديدة شابة، أو نخبا محلية ذات كفاءة، وأصر على تقديم وجوه متجاوزة انتخابيا، فإن شباب الحزب بتطوان لن يشاركوا في الحملة الانتخابية للحزب، وسيساندون أي مرشح شاب بالمدينة، بغض النظر عن لونه الحزبي وسيصوتون له". ولم يرق هذا الكلام مستشارا ونائب رئيس سابق لجهة طنجة تطوان، فأسمع شباب "البام" وابلا من الانتقادات، وصلت حد التجريح، لينسحب مباشرة من القاعة، ومعه نور الدين أشحشاح، مدير المكتب الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان قدم عرضا حول الأحزاب وتجديد النخب. وحاول البعض توقيف أشغال الندوة، إلا أن الشباب استمروا وفتحوا باب المناقشة لنحو20 مشاركا من خارج أنصار الحزب. واعتبر أحد نشطاء المجتمع المدني أن ما أقدم عليه هؤلاء الشباب يعيد إلى الذاكرة أياما خصبة من العمل السياسي في صفوف الشباب المغربي. وكان مفترضا أن يحضر الندوة عدد من قياديي "البام"، لكنهم قاطعوها، وضمنهم عضو المكتب الوطني للحزب، البرلماني أحمد التهامي.