قال نور الدين بلالي، العضو المؤسس ل"البوليساريو"، يوم الخميس المنصرم، بنيويورك، إن هذه الأخيرة، التي تدين في وجودها لعطايا النظام الليبي المنهار، تعد بالتأكيد الخاسر الأكبر إثر سقوط نظام العقيد القذافي. وأوضح بلالي، الذي شارك في نقاشات اللجنة الرابعة للجمعية العامة، أن "العالم بدأ يكتشف اليوم، بينما يطلق هذا النظام التسلطي زفراته الأخيرة، حقيقة الشعارات الثورية التي كان يختبئ خلفها الزعيم الليبي السابق ليحكم بقبضة من حديد الشعب الليبي ويطبق على أنفاسه". وأضاف المسؤول السابق داخل الحركة الانفصالية "لا يمكن إلا أن أشعر بالشفقة إزاء المجموعات المسلحة والميليشيات، التي كانت تعيش بفضل عطايا العقيد القذافي، والتي وجدت نفسها بين عشية وضحاها يتيمة". وأوضح أن "أولى ضحاياها هي بلا شك البوليساريو، التي تدين في وجودها إلى المخططات التوسعية للقذافي وعطاياه السخية، ودعمه المالي والعسكري". وتابع بلالي أنه "ليس سرا على أحد أن هدف القذافي، من خلال منح البوليساريو الأسلحة الأكثر تطورا، لم يكن أبدا خلق دولة في الصحراء، بل زعزعة استقرار المغرب، والنيل من وحدته الترابية". وذكر بأن العقيد القذافي "وكعربون اعتراف بالخدمات المقدمة، استقبل يوم 2 شتنبر 2009، محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الصحراوية الوهمية، ووشحه بإحدى القلادات التي يخص بها عادة أفضل وأخلص أتباعه". وعلى سبيل رد الجميل، وحفاظا على واحد من أهم مصادر تمويلها، لم تتردد "البوليساريو" في إرسال ميليشياتها لدعم القذافي ضد الثوار. وخلص بلالي إلى أن قادة "البوليساريو" يحاولون اليوم "بعد سقوط نظام القذافي "قلب البذلة" وإنكار أي صلة مع راعيهم، الذي لولا انخراطه لعرفت قضية الصحراء مسارا آخر كان ليتيح لشعوب المنطقة تفادي أزمة مفتعلة كلفت 35 عاما من المعاناة وإهدار الزمن".