بمناسبة مرور 50 سنة على اشتغاله بالسينما والتلفزيون، تكرم المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، يوم 15 أكتوبر الجاري، بالدارالبيضاء، المخرج المغربي عبدالله المصباحي وذلك لما قدمه للسينما المغربية والعربية من أفلام جادة تناولت باهتمام خاص القضايا الوطنية والإسلامية، وتناولت القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وقضية حوار الحضارات، إشكالية التعايش بين الديانات. وفي هذا السياق، أكد المخرج عبد الله المصباحي أن المكتبة الوسائطية ستعرض يوم 15 أكتوبر الجاري، فيلمه "القدس باب المغاربة" بحضور العديد من السينمائيين والفنانين المغاربة والعرب، وكذلك عدد من الشعراء منهم الشاعر الفلسطيني تميم البرغوتي، الذي سيقدم مجموعة من القصائد التي أبدعها خصيصا بالمناسبة. وأشاد المصباحي بالجهود التي يقوم بها محافظ المكتبة بوشعيب فوقار لدعم الثقافة والفن في مدينة الدارالبيضاء، مشيرا إلى أن المكتبة الوسائطية باتت منارة ثقافية وعلمية بامتياز من خلال احتضانها للعديد من الأنشطة الفنية والثقافية والفكرية المتميزة. من جهة أخرى، أفاد المصباحي أن فيلم "القدس باب المغاربة" سيعرض، أيضا، في مختلف العواصم الإسلامية، وبعض المدن الأوروبية، احتفاء بالقدس الشريف، مذكرا أن الفيلم جزء من ثلاثية أنجزها حول القدس. ويسلط الفيلم، الذي شارك في بطولته نخبة من الفنانين والرياضيين المغاربة، أمثال العداءة العالمية نزهة بيدوان، والمغنيتين رشيدة طلال وكريمة الصقلي، والممثلين خالد بنشكرة، وفاطمة هراندي، ومحمد عاطفي، وعباس فراق، وآخرين، الضوء على المكانة المهمة التي يحظى بها القدس الشريف لدى المغاربة، ملكا وشعبا، وإبراز كافة أوجه الدعم والمساندة التي ما فتئت المملكة تقدمها للشعب الفلسطيني. من خلال هذا الفيلم، استطاع عبد الله المصباحي، بحبكة سينمائية تمزج بين ما هو درامي ووثائقي، من تلخيص سجل حافل بمحطات التآزر الشعبي والتضحية المادية والمعنوية للمملكة، منذ فجر الإسلام، في سبيل صون كرامة الشعب الفلسطيني، ومحاربة جميع المخططات الهادفة إلى تهويد مدينة القدس وتجريدها من هويتها العربية والإسلامية. يعرض الفيلم لقطات تؤرخ لأهم المحطات التي انتفض فيها الشعب المغربي تلبية لنداء أشقائه الفلسطينيين، سيما إبان الانتفاضة الأولى والثانية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مستعرضا المسيرات المليونية، التي انخرط فيها المغاربة بمختلف انتماءاتهم ومرجعياتهم لنصرة القضية الفلسطينية. ويحكي الفيلم قصة سيدة مغربية لبت نداء إخوتها الفلسطينيين والتحقت بهم في أرض النضال، لتخوض إلى جانبهم معركة التحرير، وتبرهن على المكانة الخاصة التي تحظى بها فلسطين في قلوب جميع المغاربة، وكذا استعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرتها والدفاع عن كرامتها. ويعتبر المخرج والسيناريست والمنتج المغربي، عبد الله المصباحي من رواد السينما المغربية، تخرج سنة 1956 من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس وهو في سن العشرين، واشتغل إلى جانب المسرحي الفرنسي المشهور جان فيلار في فرقة المسرح الوطني الفرنسي، حيث تعرف على كبار الفنانين أمثال أرسون ويلز، وكان من بين أعضاء لجنة تحكيم مهرجان برلين الألماني مع المخرج الأمريكي الشهير كينغ بيدور، ورئيسا للاتحاد السينمائي العربي بالقاهرة، ومديرا لمركز التعاون العربي الدولي في الميدان الثقافي بدبي، وعضوا في الأمانة العامة الدائمة لرابطة العالم الإسلامي بمكة، ورئيسا لمصلحة السينما ورئيسا للجنة رقابة الأفلام بوزارة الأنباء، ومديرا بالنيابة للمركز السينمائي المغربي في بداية الستينيات من القرن الماضي. تنوعت مواضيع أفلامه مع اهتمام خاص بالقضايا الوطنية والإسلامية، خصوصا قضية فلسطين وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي خصها بثلاثية عن القدس بدأها ب"القدس باب المغاربة"، الذي حصل من خلاله على جائزة ذرع القدس الشريف من السلطة الفلسطينية. أنجز عبد الله المصباحي 21 فيلما طويلا من بينها "أحبائي الأعزاء"، و"بكاء الملائكة"، و"أين تخبئون الشمس؟"، و"سأكتب اسمك على الرمال"، و"طارق ابن زياد"، و"أفغانستان الله وأعداؤه"، و"أرض التحدي"، و"غدا لن تتبدل الأرض"، و"الصمت اتجاه ممنوع"، وغيرها من الأفلام التي تجاوزت حدود المغرب، وشاركت في إنتاجها عدة بلدان عربية وإسلامية من بينها مصر، وليبيا ، وتونس، والإمارات العربية، والعربية السعودية، والكويت. خلال مقامه في مصر، نسج المصباحي علاقات وطيدة مع جل المخرجين المصريين المعروفين، وكانت له صداقة أكثر حميمية مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، الذي أعاره طاقمه التقني بكامله لإنجاز العديد من الأفلام، التي جمع من خلالها بين عدد كبير من ألمع النجوم المغاربة أمثال عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، وسميرة بنسعيد، وبديعة ريان، وعبد اللطيف هلال، ومحمد حسن الجندي، وحبيبة المذكوري، وأمينة رشيد...) ونظرائهم المشارقة أمثال (سعاد حسني، ونادية لطفي، ومريم فخر الدين، وأمينة رزق، ونور الشريف، وعادل أدهم، وعبد الله غيت، ومحمود المليجي، وعزت العلايلي...). كما وظف في أفلامه أيضا، نجوما عالميين مثل الممثل الإيطالي جيليانو جيما، والممثلة الكبيرة إيرين باباس، والممثل المشهور مارسيل بوزوفي، والنجم الأمريكي شيك كونورس.