تدور معارك طاحنة، منذ أمس الاثنين، في مدينة بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) أحد آخر معاقل العقيد الليبي الفار، معمر القذافي، بعد أن دخلتها أعداد كبيرة من الثوار صباح أمس الاثنين، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. الدخان يتصاعد من موقع تعرض للقصف خلال مواجهات بين القوات الموالية للقذافي وقوات المجلس الانتقالي الليبي في بني وليد. (أ ف ب) وقال المصدر نفسه إنه شاهد أعمدة دخان ترتفع من مواقع في المدينة من على بعد حوالي ستة كيلومترات عن وسطها، بينما يتواصل دوي انفجارات وأصوات الرصاص بسبب المعارك في المدينة. وأوضح مسؤول التفاوض عن الثوار، عبد الله كنشيل، لفرانس برس، أن "القتال شرس أمس الاثنين في بني وليد والثوار دخلوا المعارك بكثافة كبيرة". وأضاف أن "تحرير بني وليد أمر محسوم في اليومين المقبلين". وتابع أن محادثات تجري مع كتائب القذافي لإخراج مزيد من العائلات من المدينة، مشيرا إلى أن هناك حوالي خمسين ألف نسمة في بني وليد حاليا. وأكد أن "مجموعة من الكتائب (القذافي) سلمت نفسها، أول أمس الأحد، إلى الثوار"، موضحا أن المقاتلين الذين سلموا أنفسهم "من أبناء بني وليد، الذين يقاتلون هناك (في المدينة) الآن جاؤوا من الخارج). وتابع أن الثوار تسلموا "جثثا تعود لأشخاص من تشاد والنيجر وتوغو". وقال إن "سيف الإسلام نجل القذافي شوهد في بني وليد، وهذا أمر مؤكد، وربما والده أيضا هناك، ونحن متأكدون من ذلك بنسبة 70 في المائة". وقد عزز الثوار صفوفهم براجمات صواريخ جديدة من نوع غراد، واستقدموا عناصر إضافية وآليات جديدة، وهم يتمركزون على بعد كيلومترات قليلة من وسط المدينة وفي مواقع خارجها على بعد حوالي عشرين كيلومترا. ومن جهة أخرى، خفق زعماء المجلس الوطني الانتقالي الليبي في الاتفاق، أول أمس الأحد، على مجلس وزراء جديد، وما زالت القوات، التي أجبرت معمر القذافي على ترك السلطة، عاجزة عن التقدم في القتال مع القوات الموالية للزعيم السابق. وهربت قوات المجلس الوطني الانتقالي بشكل فوضوي من بلدة بني وليد، وانسحبت من سرت بعد محاولات فاشلة لاقتحام آخر معاقل للقذافي والسيطرة على ليبيا كلها. وحل مجلس الوزراء أو اللجنة التنفيذية الشهر الماضي، وكان من المفترض أن يقوم رئيس الوزراء المؤقت، محمود جبريل، أول أمس الأحد، بتعيين لجنة تنفيذية جديدة. ولكن المحادثات انهارت، عندما لم تحظ مقترحاته بدعم كامل من جميع الأعضاء الحاليين. وقال جبريل للصحافيين، من خلال مترجم في مؤتمر صحافي، "عقدنا اجتماعا تشاوريا مع المجلس الوطني الانتقالي من أجل تشكيل مجلس وزراء جديد، واتفقنا على عدد من الحقائب، وما زال لدينا مزيد من الحقائب ستناقش". ولم تتوفر قائمة بأسماء الوزارات، التي جرت الموافقة عليها، رغم أن مصادر مطلعة على المفاوضات، قالت إن موقف جبريل نفسه كان نقطة عالقة خلال المحادثات. وكان هناك خلاف أيضا بشأن ما إذا كان ضروريا تشكيل حكومة انتقالية قبل إعلان التحرير، وهو مفهوم يشمل على ما يبدو اعتقال الزعيم الليبي المخلوع الهارب، معمر القذافي، وهزيمة أنصاره الذين ما زالوا يسيطرون على ثلاث بلدات رئيسية في ليبيا. ووضع المجلس الوطني الانتقالي خارطة طريق محددا خططا لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات خلال 20 شهرا، من الضروري أن تبدأ فور صدور هذا الإعلان. ومع تعثر المفاوضات السياسية، أثارت المحاولة الفاشلة للسيطرة على بني وليد تبادلا غاضبا للاتهامات بين المهاجمين، الذين يتعين عليهم السيطرة على البلدة وسرت مسقط رأس القذافي قبل إن يتمكنوا من إعلان "تحرير" ليبيا.