يحتفل عشرات الملايين من المتطوعين المنتسبين للصليب الأحمر والهلال الأحمر في مختلف دول العالم، ومنها المغرب، هذه السنة، باليوم العالمي للإسعافات الأولية وكلهم أمل في حشد الدعم اللازم للتحسيس بأهمية الإسعافات الأولية في إنقاذ حياة الناس في كل مكان، عبر القارات الخمس، وفي تكوين أطر كفأة في مجال الإسعاف، بما يخدم أهداف الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر المتمثلة في إشاعة ثقافة التطوع وإذكاء روح التضامن. ويخلد الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليوم العالمي للإسعافات الأولية هذه السنة تحت شعار "الإسعافات الأولية للجميع"، بهدف نشر وتيسير المعلومات الأساسية عن الإسعافات الأولية، بما فيها مهارات تتعلق بالحياة اليومية للأفراد وتساهم في زيادة وعيهم بأساليب السلامة. ويشكل اليوم العالمي للإسعافات الأولية، الذي يحتفل به الاتحاد الدولي في السبت الثاني من شهر شتنبر في كل سنة، مناسبة لمنظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لتبسيط مبادئ الإسعافات الأولية من خلال تنظيم دورات تكوينينة تنشطها، في كل بقاع العالم، وحملات تحسيسية تشرف عليها وترمي إلى تأهيل المواطن للتدخل من أجل تقديم المساعدة الإنسانية عند الضرورة. وتعمل منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، من خلال الحملات التي تطلقها خلال هذا اليوم، على إبراز أهمية تعلم مهارات الإسعاف وأساليب الإغاثة الطوعية عند وقوع الكوارث، بما فيها الهزات الأرضية والفيضانات وانجراف التربة والجفاف وحوادث السير والحرائق. وفي هذا السياق، وعلى غرار مختلف منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في باقي دول العالم، يشرف الهلال الأحمر المغربي، كل سنة، على دورات تدريبية لفائدة متطوعين يجري تلقينهم تقنيات الإسعافات الأولية وأساليب السلامة وفق المبادئ والمعايير التي يتبناها الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمتمثلة في الإنسانية والاستقلالية والحياد وعدم التحيز والتطوعية والوحدة والعالمية. ويتوفر الهلال الأحمر المغربي على مكاتب إقليمية في كل ربوع المملكة تضم مراكز للتدريب على تقنيات الإسعافات الأولية وتستهدف فئات عمرية مختلفة، تدرب ما بين 10000 و12000 متطوع كل سنة. وتجدر الإشارة إلى أن عدد المسعفين المتطوعين، الذين استفادوا حتى الآن من مثل هذه الدورات التدريبية، يقارب 40000 مسعف متطوع. وقال رئيس قسم الإسعاف والشباب والتطوع وإدارة الكوارث بالهلال الأحمر المغربي، محمد بندالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن طموح المنظمة المغربية يتمثل في تحقيق هدف "مسعف في كل بيت مغربي"، مشددا على أن كل الجهود معبأة هذه السنة لتكوين ما يزيد عن 15000 مسعف متطوع. ويشمل نشاط الهلال الأحمر المغربي، باعتباره جمعية إغاثة طوعية تساعد السلطات العامة المدنية والعسكرية في المجالات الإنسانية والصحية، الإغاثة عند الكوارث والهزات الأرضية، والفيضانات، وانزلاق التربة والجفاف، وحوادث القطارات، فضلا عن نشاطات الصحة الوقائية. وتسعى المنظمة، أيضا، إلى المساهمة في تقوية بنيات التكوين في مجال الصحة، لتمكين المتطوعين من الاستفادة من تداريب تأهيلية في مجال الإسعاف والإنقاذ، والمساهمة في تطوير برامج تحسيسية في مجال الصحة. ويجدر التذكير، في هذا الصدد، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أشرف، في 26 غشت الماضي بتطوان، على تدشين مركز صاحبة السمو الملكي الأميرة للامليكة لتكوين المتطوعين والأطر الصحية، وهو مركز يهدف إلى تدريب المتطوعين في مجال الإسعاف وتكوين أطر الصحة. وأكد مدير المركز، المنسق الوطني لبرامج ومشاريع الهلال الأحمر المغربي، محمد سوعالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الإنجاز الكبير، فضلا عن الأهداف المجتمعية الكبرى التي أنشئ من أجلها، "سيساهم لا محالة في تحقيق هدف مسعف في كل بيت مغربي". ويؤكد خبراء مختصون أن الإسعافات الأولية تعتمد أساسا على المهارات الذاتية، التي لا تتطلب تكوينا طبيا متخصصا، وهو ما يدفع المنظمات العاملة في المجال إلى بذل جهود من أجل تكوين مسعفين قادرين على التدخل الفوري لتقديم يد العون بما ينسجم مع مبادئ الإسعاف وقواعد السلامة. ويمنح التدريب النظري والعملي، الذي يتلقاه المسعف خلال الدورات التكوينية، إمكانية التدخل لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين والمرضى، شريطة احترام قواعد الإسعاف، وشروط السلامة الشخصية. وغير خاف أن مجرد حركة بسيطة، ربما تكون دلكا بالأصابع فحسب، قد تنقذ حياة إنسان شارف على الهلاك.