يحتفل العالم يوم السبت الثاني من شهر شتنبر من كل سنة باليوم العالمي للإسعافات الأولية، الذي يعد مناسبة لنشر ثقافة البذل والتطوع وإذكاء روح التضامن والنهوض بالصحة والسلامة. ولا يمكن إنكار أهمية الإسعافات الأولية وما لها من دور مهم في إنقاذ حياة من يتعرضون لحوادث قد تودي بحياتهم، إذا لم يسعفوا في الوقت المحدد، فالتدخل لتقديم الإسعافات الأولية يعني الفارق بين الحياة والموت، وبين العجز الدائم والمؤقت، وبين الشفاء السريع والعلاج الطويل. ويؤكد العديد من الأطباء أن الإسعافات الأولية تعتمد بالدرجة الأولى على المهارات البشرية، وكذلك على الأجهزة والأدوات بالدرجة الثانية، لذا ينبغي على من يقدم هذه الخدمة الجليلة أن يكون ملما بكيفية التعامل معها ويحسن تقديم العناية الفورية للأشخاص الذين يعانون إصابات أو أمراضا مفاجئة. ويتميز اليوم العالمي للإسعافات الأولية بتنظيم منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بكل بقاع العالم دورات تدريبية للمتطوعين لتلقينهم مبادئ الإسعاف الأولي، وتأهيل المواطن للتدخل وتقديم المساعدة الإنسانية عند الضرورة، وكذا الاطلاع على التطورات، التي يعرفها مجال التدخل لإنقاذ المصابين، والتي تجعل عملية الإغاثة أقل صعوبة. ولهذا الغرض تعمل منظمة الهلال الأحمر المغربي كل سنة على تدريب مجموعات من المتطوعين لتلقينهم تقنيات الإسعاف الأولي ومساعدتهم على الارتقاء بالوعي والمعرفة بأساليب السلامة. وتعتمد هذه الورشات التكوينية للمسعفين المتطوعين على المبادئ التي يتبناها الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليان المتمثلة في الإنسانية والاستقلالية والحياد وعدم التحيز والتطوعية والوحدة والعالمية. وتعتبر الإسعافات الأولية النشاط الأساسي للهلال الأحمر المغربي، إذ يجري إعطاء الدروس على كل من الصعيدين القطري والإقليمي، من خلال مركزي التدريب الأساسيين الموجودين بالرباط، إضافة إلى عمليات التدريب التي تجري في أماكن أخرى من قبيل المصانع والمدارس. ويمتد مجال الإسعافات الأولية التي يقدمها الهلال الأحمر المغربي ليشمل الإغاثة عند الكوارث، والهزات الأرضية، والفيضانات، وانزلاق التربة، والجفاف، وحوادث القطارات، إضافة إلى نشاطات الصحة الوقائية. وما يزيد من أهمية الإسعافات الأولية كونها لا تتطلب تخصصا ولا دراسات معمقة، فالشخص الذي يقوم بتقديم الإسعافات الأولية هو شخص عاد لا يشترط أن يكون في مجال الطب، وإنما تتوافر لديه المعلومات التي تمكنه من إنقاذ حياة المريض أو المصاب، إذ يستطيع معظم الأشخاص تقديم الإسعافات الأولية على درجة عالية من الكفاءة، بعد تدريب نظري وعملي، شريطة التعامل السليم مع الموقف الإسعافي الشخصي للمصاب والإصابة نفسها، والمحافظة على السلامة الشخصية وعدم التعرض للخطر. ويشكل اليوم العالمي للإسعافات الأولية مناسبة لأزيد من 100 مليون متطوع ينتسبون إلى الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالقارات الخمسة لإثارة الانتباه حول أهمية تكوين أطر كفأة في مجال الإسعاف وحشد المتطوعين.