لم تقف الانتقادات، التي واجهتها الإنتاجات الدرامية المغربية، خلال شهر رمضان الأخير، دون فتح باب الاستفتاءات الفنية، ليقول الجمهور كلمته بشأن ما عرض من أعمال فكاهية وتراجيدية، وبرامج في صنف المسابقات وتلفزيون الواقع، وغيرها. والغريب أن شبكة برامج العديد من القنوات المغربية، التي واجهت طيلة رمضان النقد والهجوم من قبل مؤسسات متخصصة، متحدة للمرة الأولى، ومتفقة على إصدار بلاغات شاجبة للرداءة، التي اتصفت بها أغلب البرامج الرمضانية، التي اتفق البعض الآخر، على منحها هي نفسها، أعلى نسب التصويت، لتحتل صدارة المشاهدة، طيلة الشهر الكريم، سواء من خلال إحصائيات مؤسسة "ماروك ميتري"، المتخصصة في قياس نسب المشاهدة، أو من خلال استفتاءات، أجرتها بعض المواقع الإلكترونية، وعلى رأسها منتدى "الإعلام المغربي"، التابع لمنتديات "ستار تايمز". ورغم نجاح بعض البرامج في استقطاب أكبر عدد من المشاهدين، خاصة في أوقات الذروة، لم تستطع برامج أخرى نيل استحسان الجمهور، وسقطت في فخ التكرار والرداءة، مسجلة بذلك أدنى نسب مشاهدة على الإطلاق. ولم تسلم القنوات المغربية، أيضا، من الانتقاد، خاصة قناة "الأولى"، التي سجلت بدورها أدنى نسب المشاهدة، بما في ذلك وقت الذروة، في حين عاب البعض على اختيارها شبكة برامج رمضانية خالية من الإثارة والتشويق، ولا تستجيب لانتظارات المشاهد. وساهمت القناة المذكورة، ومثيلاتها، في هروب 50 في المائة من المشاهدين المغاربة نحو القنوات الأجنبية، معبرين عن تمردهم على الرداءة، سواء من خلال المقاطعة، أو بالمطالبة بالمنع من خلال الموقع الاجتماعي "الفايسبوك". ونتيجة لعامل الرداءة، الذي طغى على أغلب الإنتاجات الرمضانية الوطنية هذه السنة، حجب مسؤولو فضاء الإعلام المغربي، بمنتدى "ستار تايمز"، الاستفتاءات الخاصة بأفضل ممثل وممثلة، لعجزهم عن اختيار الأسماء الفنية المؤهلة للمشاركة في الاستفتاء الجماهيري.