واجهت أغلب مسلسلات النجوم العرب هجوما وانتقادات، خلال الموسم الرمضاني الأخير وصادف هذه السنة أن حظيت لأول مرة معظم هذه الأعمال، بنسبة مشاهدة منخفضة، على عكس السنوات السابقة، حيث كانت أعمالهم الفنية تنال استحسان الجمهور. وكان مسلسل "كريمة"، الذي تميز بمشاركة مكثفة للنجوم المغاربة، أول من لسع بنار الانتقادات، بعد أن هوجم من قبل مواطنين مغاربة وإماراتيdن، الذين طالبوا بوقف بث المسلسل، الذي بثته قناة أبو ظبي، إثر إثارته ردود فعل متباينة، ودعت إلى ضرورة مراجعته، وإعادة الاعتبار إلى المواطن المغربي والإماراتي على حد سواء. واعتبر المشاهدون أن "المسلسلK الذي تدور أحداثه في قصر رجل إماراتي في المغرب، ومن خلال ارتياده للملاهي الليلية، وبذخ الرجل وإنفاقه الأموال بلا داع ولا هدف، وإقامته علاقة غير شرعية مع مغنية مغربية تستغله لتسحب منه الأموال والامتيازات، الشيء الذي لا يليق بالشخصية المغربية والمواطن الإماراتي على حد سواء". وأضاف هؤلاء المشاهدون أن "العمل، وهو عبارة عن رواية للدكتور مانع سعيد العتيبة، لا يشوه فقط الشخصية الإماراتية بل يمتد إلى الشخصية المغربية من خلال المغنية "سلمى" وخطيبها، وأيضًا كريمة التي تسعى إلى الانتقام". ورغم تصريحات مسؤولين في تلفزيون "أبو ظبي"، بأن نسب مشاهدة العمل كانت مرتفعة طيلة أيام الشهر الكريم، إلا أن أغلب المتتبعين أكدوا أن المسلسل لم يحظ بالشهرة التي كان يتطلع إليها أبطاله، إذ استطاع هذا الأخير استقطاب مشاهدين عرب أو مغاربة كما كان متوقعا. وأثار مسلسل "كريمة"، عند عرضه، جدلا من نوع آخر، يرتبط أساسا بعلاقة الممثلين المغاربة بمنتجي العمل، إذ سبق أن كشفت الفنانة الشابة فاتن هلال بك، في لقاء بثته محطة "شذى إف إم" الإذاعية، عن الأوضاع غير المهنية التي تزامنت مع تصوير مشاهدها في المسلسل، مؤكدة أنها اضطرت إلى الإنفاق من مالها الخاص، على مصاريف تنقلها، ولباسها الذي ارتدته في العمل. من جهة أخرى، كان مسلسل "عابد كرمان"، للفنان السوري، تيم حسن، من أبرز المسلسلات التي خبت ظن الجمهور العربي، بعد أن توقع له تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، خاصة أن المسلسل ينتمي إلى نوعية مسلسلات الاستخبارات، كما أن المسلسل منع من العرض العام الماضي، ولكن يبدو أن توقيت عرض المسلسل لم يكن مناسبا، إذ دخل في منافسة شرسة مع أكثر من مسلسل، بالإضافة إلى أنه ضم العديد من الأخطاء، من قبيل توظيف لقطات لمبان حديثة مثل مترو الأنفاق، ومطار "أورلي" في فرنسا، وهي مبان لا تناسب تلك الفترة الزمنية التي تدور خلالها الأحداث. وبدوره، حقق مسلسل الفنانة السورية، سولاف فواخرجي، "شهر زاد الحكاية الأخيرة" نسبة مشاهدة منخفضة جدا، سواء في سوريا، أو في مصر، إذ مل المشاهد العربي، من حكايات شهرزاد وألف ليلة وليلة، خاصة في ظل الأوضاع السياسية التي تمر بها الدول العربية. أما مسلسل "تلك الليلة"، الذي يقوم ببطولته حسين فهمي والمطربة الأردنية مي سليم، فقد حقق أيضا نسبة مشاهدة منخفضة، حيث تاه وسط زحمة برامج ومسلسلات رمضان، إذ بلغ عدد مشاهدي آخر حلقة وضعت على موقع "يوتيوب" 403 مشاهدين فقط. أما مسلسل "في حضرة الغياب"، الذي يقوم ببطولته الفنان السوري فراس إبراهيم، والفنانة السورية سلاف فواخرجي، فقد حظي بنسبة مشاهدة منخفضة، بسبب الاعتراضات الكثيرة التي أثيرت حول المسلسل، وأهمها أن المسلسل قدم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، في صورة مبتذلة وركيكة، كما صوره وكأنه زير نساء، رغم أنه معروف بأخلاقياته، إلى جانب أنه لا يتكلم سوى بالشعر، ويفتقد الصلابة، في الوقت الذي تدرس مواقفه في هذه المجالات. من جهة ثانية، استطاع الفنان السوري جمال سليمان أن يحقق شهرة كبيرة منذ التحاقه بركب الفنانين "المهاجرين فني" إلى مصر، إذ قدم العديد من الأعمال الناجحة بدءا بمسلسل "حدائق الشيطان" ومرورا بمسلسل "أفراح إبليس"، الذي قدمه مع عبلة كامل، و"قصة حب" الذي قدمه العام الماضي مع الفنانة بسمة، أما هذا العام فلأول مرة يحقق مسلسله "الشوارع الخلفية"، المأخوذ عن رواية الشوارع الخلفية للأديب عبد الرحمن الشرقاوي، نسبة مشاهدة منخفضة ويرجع السبب إلى وضعه رفقة الفنانة المصرية ليلى علوي، على رأس القوائم السوداء لمعاداتهما للثورتين المصرية والسورية.