أصدرت الحكومة، أمس الاثنين، خلال اجتماع مجلس الحكومة، بلاغا شديد اللهجة، ضد "مروجي أطروحات غير مسؤولة تشكك في مصداقية الانتخابات المقبلة". وقال خالد الناصري، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن المقصود هو حزب العدالة والتنمية. وأشار البلاغ، الذي تلاه الناصري، في ندوة صحفية عقب المجلس، إلى أن "بعض الجهات والأشخاص انبرت بكيفية غير مقبولة، ولا تُعرف مقاصدها، للترويج لأطروحات غير مسؤولة، مشككة في نزاهة ومصداقية الانتخابات المقبلة، بنبرة لا تخلو من تهديد، بما يخدم، في واقع الأمر، أعداء الوطن والديمقراطية والانفتاح". وأوضح البلاغ أن هذا التشكيك جاء في وقت تعمل الحكومة على تنزيل مضامين الدستور الجديد، الذي صادق عليه الشعب المغربي بأغلبية ساحقة، وتفعيل التوجيهات الملكية بشأن توفير المناخ السليم، وتوسيع مجال التشاور والحوار البناء مع مختلف الفرقاء السياسيين، بغية الوصول إلى توافق حول الإصلاحات السياسية والقانونية، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، المقررة مبدئيا في نونبر المقبل. وسجلت الحكومة ب"كل استغراب هذه المواقف المسبقة من انتخابات لم تجر بعد، وتأسفت لأن يكون لهذا الاتجاه من يُروج له، بعد الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، إذ أمر جلالته بأن تمر الانتخابات المقبلة في كامل الشفافية والنزاهة، مهيبا بجميع المغاربة، بكل مكوناتهم، بأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية ويجعلوا المصالح العليا فوق كل اعتبار". وأكد الناصري، خلال الندوة، أن حزب العدالة والتنمية هو المقصود بالبلاغ، معتبرا أن "المنطق المؤسساتي يفرض أن يكون هناك رد فعل صادر عن مؤسسة رسمية، بعد أن وصل الأمر إلى تبخيس العمل الحكومي والتشكيك في الاستفتاء، الذي حظي بظروف ديمقراطية مثالية، بل تعداه إلى التشكيك في عملية التحضير الديمقراطي الشفاف والنزيه للانتخابات السابقة لأوانها". وتساءل الناصري" هل إذا لم أكن أنا الأول، يعني أن الانتخابات مزورة؟"، مشددا على أنه "لا يمكن قبول هذا الكلام بأي وجه من الوجوه". وحول استمرار حزب العدالة والتنمية في المناقشات الجارية بين الأحزاب والحكومة بشأن الاستحقاقات المقبلة، أوضح الناصري أنه مستمر فيها، وأنه "يتعامل مع القضايا المطروحة انطلاقا من مواقفه كشريك عاد في البناء الديمقراطي"، مضيفا أن "هذا لا يعني أن الحكومة والحزب متفقان مائة في المائة"، واعتبر أن مسألة النقاش مع حزب العدالة والتنمية في القضايا المطروحة أمر طبيعي.