يعيش سكان درب الفصة ودرب باشكو بالمدينة القديمة، في مقاطعة سيدي بليوط، بالدارالبيضاء، حالة رعب يومي، بعد أن تحولت العديد من الدور الآيلة للسقوط بالمنطقة إلى قنابل موقوتة تنذر بكارثة إنسانية 24 فردا يقطنون في هذه البناية المهددة بالانهيار (خاص) إذ يمكن أن تنهار فوق رؤوسهم ورؤوس المارة في أية لحظة. خطر الانهيار قائم في أية لحظة، كما أكدت ذلك لجنة تقنية بشأن وضعية العديد من الدور، منها البناية رقم 104 الكائنة بدرب الفصة، إذ شدد قرار اللجنة، الصادر بتاريخ 30 دجنبر 2010، على منع الإقامة بهذه البناية، بسبب قدمها والخطر، الذي تشكله على السكان والمارة، إذ طالبت الأسر القاطنة فيها بإفراغها في الحال، وهدمها. ورغم صدور هذا القرار، إلا أن 6 أسر، مكونة من 24 فردا، مازالت تقطن البناية المذكورة، في انتظار أن تفي السلطات المحلية بوعودها، وتعجل بإعادة إسكانهم، في إطار ما هو متفق عليه، درءا لكارثة إنسانية محتملة. وقال أحد القاطنين في البناية إن مسلسل انهيار أجزاء من البناية مستمر، ما يهدد حياة قاطنيها والسكان المجاورين، وكذا ركاب حافلات النقل المحاذية للبناية، مشيرا إلى أنه، بعد فيضانات الدارالبيضاء الأخيرة، تضاعفت الأضرار، التي تعرضت لها البناية وعدد من الدور المجاورة. وأوضح المصدر ذاته، في تصريح ل"المغربية"، أن "الأسر طلبت رخصة لإصلاح البناية، بيد أن السلطات المختصة رفضت الترخيص بذلك، وتقرر هدم البناية، بحيث اقترحت على السكان إعادة إيوائهم، لكن لا شيء تحقق، إذ ما زالت الأسر تنتظر تفعيل هذا القرار منذ فبراير الماضي، وهي تعيش رعبا حقيقيا من احتمال انهيار البناية في أي وقت". وذكر أن بعض المارة والعاملين في الحافلات نبهوا السكان غير ما مرة إلى تساقط أجزاء إسمنتية صغيرة من واجهة البناية، ما ينبئ بأن "الوضع يسير نحو الأسوأ، وأن الخطر يتضاعف، في ظل لامبالاة وصمت السلطات تجاه الوضع". واعتبر المتحدث أن "السلطات المختصة تتحجج بذرائع واهية، فمرة تقول إنها لم تتوصل بقرار الهدم، وتارة إن الشقق المخصصة لإعادة الإيواء لم تهيأ بعد، ما يشكل استهتارا بأرواح المواطنين". وقال القاطن بالبناية المذكورة "إذا كانت السلطات تنظر الكارثة لتحصي عدد الضحايا، فنحن من الآن يمكن أن نقول لها إنه سيكون بالعشرات، خاصة إذا صادف حادث الانهيار توافد الجمهور الرياضي على محطة الحافلات". من جانبه، قال عبد الغني لكرد، رئيس جمعية الإخاء والتضامن للتنمية الاجتماعية والثقافية بالمنطقة، إن الجمعية بدأت دق ناقوس الخطر، الذي يهدد القاطنين والمارة، منذ حوالي 9 أشهر، وعقدت اجتماعات مع جميع الجهات المسؤولة عن تأمين حياة السكان، كما راسلت كلا من والي جهة الدارالبيضاء، وعامل عمالة آنفا، ورئيس الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، ورئيس مقاطعة سيدي بليوط، ورئيس دائرة أنفا، وقائد الملحقة 2، لكن الحال يبقى على ما هو عليه. وحدد لكرد عدد المنازل المهددة بالانهيار في خمسة، اثنان منها مكونان من 3 طوابق، صدر بشأنها قرار منذ 9 سنوات، ينص على أنها غير صالحة للسكن، مشيرا إلى أن حركة الانتقالات، التي شملت عناصر السلطة المحلية بالمنطقة، وعلى رأسها القائد، جمدت عملية إزالة هذه الدور الآيلة للسقوط، وعرقلت برنامج إعادة إيواء قاطنيها، في إطار مشروع بسوناضاك. واعتبر رئيس جمعية الإخاء والتضامن أن هذا التماطل واللامبالاة تلاعب بأرواح المواطنين، وانتظار وقوع كارثة إنسانية، دفع للسكان نحو انتحار جماعي، بتركهم داخل تلك الدور، بعد تجميد مشروع إعادة إيوائهم كما هو متفق عليه. وطالب لكرد السلطات المحلية بالإسراع في حل هذا الملف، حماية لأرواح المواطنين، ودرءا لأخطار انهيار هذه الدور فوق رؤوس العشرات من السكان والمارة ومستعملي الحافلات.