نظمت مؤسسة مسجد الحسن الثاني، في إطار أنشطتها الثقافية والفكرية، ليلة أول أمس الأربعاء، بشراكة مع مؤسسة مولاي إدريس للدراسات الشرعية والتاريخية، ندوة حول موضوع "الصوم جُنّة وباب إلى الجَنة"، بمشاركة عبد الله الوزاني، ومحمد برة، وعدنان زوهار، ومصطفى الصمدي. المتدخلون في ندوة 'الصوم جنة وباب إلى الجنة' (خاص) وشهد هذا اللقاء حضورا كبيرا لمتتبعين ومهتمين، من باحثين وطلبة ومواطنين، من كل الأعمار، وتطرق الشريف الوزاني في كلمته الافتتاحية، إلى فضائل شهر رمضان، مشيرا إلى أن الله جعل له مقاما عاليا، مبرزا أن الصوم نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان. أما مصطفى الصمدي، فتطرق إلى هدايا الصيام، موضحا أن رمضان هو شهر الغفران، ومن هداياه، الشفاعة، وضمان فرحتين للمسلم، فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء ربه. وأضاف الصمدي أن من بين هدايا رمضان التدريب على طاعة الله، وقيام الليل، والتكافل الاجتماعي، والذكر والاستغفار، والتعالي على الشهوات والنفس والشيطان. من جانبه، أبرز محمد برة، مقاصد الصيام والغايات والغرض منه، مشيرا إلى أن المقاصد هي أرواح الأعمال، وقال إن العبادات كلها معللة لمصالح العباد في الدنيا والآخرة، وأفاد أن علة الحكم، الذي شرع من أجله رمضان، هو الامتثال للمأمورات في الظاهر والباطن وفهم كتاب الله، وأضاف أن الصيام باب إلى التقوى، وأنه يشفع، إلى جانب القرآن، يوم القيامة، واستعرض درجات الصيام، انطلاقا من صيام العموم، مرورا بصيام الخصوص، وصولا إلى صيام خصوص الخصوص. وتناول عدنان زوهار موضوع المنافع الحسية والبدنية للصيام، والمبطلات المعنوية للصوم، كما استعرض أسباب تأخير فرض الصيام مقارنة مع باقي أركان الإسلام الخمسة، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتثبيت التوحيد، الذي هو المعرفة بالله. ومع توالي تنظيم لقاءات فكرية وثقافية ذات أبعاد اجتماعية ودينية واقتصادية، استطاعت مؤسسة مسجد الحسن الثاني، أن تصبح منارة للباحثين، وموعدا للمواطنين المتعطشين إلى المعرفة، والراغبين في الاستئناس بآراء وتحاليل محايدة وموضوعية لمختصين في مجالات عدة، كما مكن التنظيم الجيد للندوات واللقاءات والمحاضرات، التي تنظمها المؤسسة، من جذب واستقطاب شرائح بيضاوية مختلفة، اقتنعت بأهمية التنظيم المسؤول لموائد فكرية، اختيرت مواضيعها بعناية نابعة من احترام المتلقي والمحاضر. وضمن سلسلة لقاءات مؤسسة مسجد الحسن الثاني، ستنظم المؤسسة، اليوم الجمعة، ليلة السماع "رشفات روحية من سلسبيل المحبة الربانية"، لمجموعة الذاكرين، ويوم الاثنين المقبل سيلقي محمد نجيدي عرضا حول تاريخ حي الأحباس بمدينة الدارالبيضاء، ويوم 18 رمضان، سيقدم عمر محسن محاضرة حول موضوع "جوانب من حياة الرسول"، ويوم 21 رمضان سيكون جمهور قاعة المحاضرات بالمكتبة الوسائطية للمؤسسة، على موعد مع موضوع "الهوية بين الانتماء والتعلم"، يلقيه علي بنمخلوف، ومحمد إقبال، المفكر الإسلامي، وسليمان بشير الديغاني.