ترأس أنيس بيرو، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، أخيرا، في السعيدية، حفل الافتتاح الرسمي لمعرض منتوجات الصناعة التقليدية، الذي يتواصل إلى غاية 14 غشت الجاري، تحت شعار "الصناعة التقليدية في خدمة التنمية البشرية". ويضم المعرض، الذي تنظمه كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، بتنسيق مع عمالة بركان، وغرفة الصناعة التقليدية، 60 حرفيا من إقليمبركان، جاؤوا لتقديم غنى وخصوصية منتوجات الصناعة التقليدية، التي تتوزع على 70 رواقا. ويوفر هذا المعرض للزوار مجموعة متنوعة من منتوجات الصناعة التقليدية، منها الزرابي، والطرز القروي، والحديد المصهور، ومنحوتات الخشب اليدوية، بما تتضمنه من حمولة ثقافية وحضارية قوية، مع تقديم اختيارات واسعة تجمع بين التقليد والحداثة، إلى جانب أعمال الفن والديكور والأزياء التقليدية. وفي تصريح صحفي قال بيرو، الذي كان مرفوقا، على الخصوص، بالكاتب العام لعمالة إقليمبركان، عبد الرزاق منصوري، والمدير العام لوكالة تنمية الجهة الشرقية، محمد المباركي، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بوجدة، مختار القادري بودشيش، إن هذا المعرض يندرج في إطار السياسة الرامية إلى ترويج وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية. وأضاف بيرو أن الأمر يتعلق، أيضا، بإعطاء إمكانية للحرفيين لعرض منتجاتهم، وإبراز مواهبهم وتحسين دخلهم، مشيرا إلى أن تنظيم المعارض على المستويات المحلية والجهوية والوطنية، فضلا عن المشاركة في المعارض الدولية، يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية لتثمين الصناعة التقليدية المغربية والنهوض بها. وتنبني هذه الاستراتيجية على عدة محاور تهم، على الخصوص، الإنتاج، والتكوين، والصيانة، والجودة والتسويق. وتهدف إلى تعزيز الصناعة التقليدية المغربية بشكل أكبر، والحفاظ على أصالتها. من جهة أخرى، ذكر بيرو أن المخطط الجهوي لتطوير الصناعة التقليدية في الجهة الشرقية، الذي هو في طور الاستكمال، سيضخ دينامية جديدة في هذا القطاع، الذي سيخصص له موارد مالية مهمة، بمساهمة العديد من الفاعلين من القطاعين العام والخاص. وأضاف كاتب الدولة أن هذا المخطط "سيمكن من تشجيع مهن الصناعات التقليدية، التي تميز هذه المنطقة، والحفاظ على المهن المهددة بالانقراض"، مبرزا المؤهلات والإمكانات التي تزخر بها الجهة الشرقية في هذا المجال. وتضم المنطقة الشرقية أزيد من 50 ألف صانع تقليدي، 17 في المائة منهم في إقليمبركان، و50 تعاونية في مجال الصناعة التقليدية، بمجموع 842 منخرطا، و90 جمعية (5645 عضوا)، وغرفتين للصناعة التقليدية (وجدة والناظور). وفي ما يتعلق بفضاءات الإنتاج والتسويق، تتوفر الجهة على ست مجموعات مندمجة للصناعة التقليدية، مدينة الصناعة التقليدية بمحطة السعيدية، وقرى الصناعة التقليدية بمدينة وجدة (80 محلا)، وفي جرادة (34 محلا)، في حين ينتظر تشييد فضاءات أخرى في منطقة بركان، على مساحة تقدر ب 5200 متر مربع. وفي ما يخص التكوين، تتوفر الجهة على ستة مراكز للتكوين، وحوالي 180 معلما في مجال الصناعة التقليدية، ويوجد عدد مهم من المتعلمين.