أحالت الضابطة القضائية في مدينة آسفي، ظهر أمس الأربعاء، 14 متهما على المحكمتين الابتدائية والاستئنافية، بتهم عرقلة حركة القطار، والتجمهر المسلح وإصابة أفراد من قوات الأمن بإصابات متفاوتة الخطورة، أثناء أداء مهامهم، الاثنين الماضي. من مخلفات الأعمال التخريبية التي شهدتها المدينة (خاص) وقالت مصادر أمنية، ل"المغربية" إن 6 موقوفين أحيلوا بتهمة الاعتداء الجسدي على قوات الأمن، على المحكمة الابتدائية، بينما سيمثل أمام محكمة الاستئناف، اليوم الخميس، 8 أشخاص اتهموا بإضرام النار عمدا في الملحقة الإدارية العاشرة، والدائرة الأمنية الخامسة بحي كاوكي والقليعة، وبالعصيان المدني، وإلحاق خسائر فادحة بأملاك الدولة. من جهة أخرى، أدانت مجموعة من تنسيقيات بعض الأحياء السكنية بآسفي الأعمال التخريبية، التي لحقت بمصالح الدولة، ونددت، في بيان لها، ب"جهات خفية"، لم تسمها، قالت إنها "حرضت بعض القاصرين، واستغلتهم" في أعمال الشغب بالمدينة، الاثنين الماضي، التي أصيب خلالها أزيد من 40 عنصرا أمنيا. وعاد الهدوء إلى المدينة أمس الأربعاء، في حين، يتخوف سكان حي كاوكي والقليعة من الصعوبات، التي قد تعترضهم أثناء طلب وثائقهم الإدارية، بسبب إتلاف الكثير من الوثائق في أحداث الاثنين الماضي. ويتقاطر السكان في ذهول وخيبة أمل طيلة اليوم على الملحقة الإدارية والدائرة الأمنية، للوقوف على حجم الدمار، الذي لحق الإدارتين. وكانت المواجهات بين قوات الأمن وشباب الأحياء العاطلين عن العمل، بدأت إثر اعتصام عاطلين بخط السكك الحديدية، ومحاصرتهم لقطار كان محملا بحوالي ألف و620 طنا من الحامض الفسفوري. وهرعت عناصر من القوات الأمنية إلى مكان الاعتصام، الذي توجهت إليه جماهير غفيرة كان البعض منها ملثما، لتندلع الشرارة الأولى للمواجهات. ووضع المحتجون أحجارا وحواجز على طول السكة الرابطة بين معامل الفوسفاط وميناء آسفي، وحين حاولت العناصر الأمنية فك الاعتصام، أفرغ أحد الشباب المحتجين وعاء من البنزين على رأسه، محاولا إضرام النار في نفسه. وتدخلت بعض العناصر الأمنية، في محاولة لشل حركة الشاب، ومنعه من إحراق نفسه، ففوجئت بشباب ملثمين يرشقونها بالحجارة بطريقة هستيرية، ما أسفر عن إصابة أزيد من 31 رجل أمن، و7 من القوات المساعدة.