أصدرت محكمة الاستئناف بسطات حكما بثلاثة أشهر حبسا نافذا، بتهمة النصب في حق شخصين. وتعود فصول القضية إلى تقدم مواطن يقطن بدوار كشاشة بقيادة أولاد بوزيري التابعة لإقليم سطات.. بشكاية إلى مركز الدرك الملكي، الذي أفاد خلال تصريحاته أن شخصين مجهولين يحومان حول منزل مهجور بالقرب من مسكنه، وأنه سبق له أن عاين بداخله آثار حفر، وبعض الحلويات على شكل قطع نقدية ذهبية، بالإضافة إلى أجزاء من دجاج مقتول بطريقة وحشية، مضيفا أنه سمع من بعض جيرانه أن مثل هذه الأفعال يمارسها الفقهاء، للنصب على الضحايا، قصد إيهامهم بوجود كنز ببعض الأماكن. وبعد انتقال دورية من الدرك إلى الدوار موضوع الشكاية، أوقفت عناصرها شخصا اتضح من ملامحه وطريقته في الكلام أنه غريب عن المنطقة، وعند استفساره لم يقدم جوابا شافيا حول سبب وجوده بعين المكان، وتبين من خلال تعميق البحث أنه يتحدر من مركز تديلي بضواحي ورزازات، متزوج وأب لأربعة أبناء، وأنه من ذوي السوابق العدلية، إذ سبق له أن قضى 19 شهرا بالسجن، بسبب تورطه في قضيتين تتعلقان بالنصب والاحتيال. وصرح خلال الاستماع إليه من طرف الدرك الملكي أنه اتفق مع شريكه وهو المتهم الثاني في القضية، الذي جرى إيقافه من طرف رجال الدرك بتهمة النصب على أحد الأشخاص من مدينة أزمور بإقليم الجديدة، من خلال إيهامه بوجود كنز داخل منزله، الذي استقبلهما به وأخبراه بأن الكنز يوجد بالمطبخ، ليباشروا عملية الحفر لإخراج الكنز، تحت أنظار الضحية، وأثناء عملية الحفر ادعى المتهمان أنهما عثرا على خريطة تبين وجود الكنز بمنطقة تسمى قصر السلطان الأسود. انطلت الحيلة على الضحية، الذي رافقهما إلى عين المكان، وجاء في اعترافات المتهم الأول أنه وصديقه كانا اتفقا مع زميل لهما على أن يسبقهما إلى قصر السلطان الأسود، ويضع صندوقا به حلويات ملفوفة في ورق مذهب، تحت التراب وأنهما سيباشران فور وصولهما عملية الحفر هناك، ويعملان على استخراج الصندوق ويقومان بفتحه، وعندما يشاهد الضحية الحلويات الملفوفة في ورق مذهب سيظن أنها نقود فيتسلمون منه المبلغ المالي المتفق عليه ويشيرون عليه بالذهاب لإحضار البخور، حتى تجري العملية في أحسن الظروف، وبمجرد توجه الضحية للبحث عن المطلوب يختفي هو وزميله عن الأنظار، غير أن العملية لم تجر كما خططا لها، بعد أن اكتشف أمرهم صاحب الضيعة، الذي بلغ عنهما. وأكد المتهم الثاني وهو فقيه أيضا يتحدر من منطقة أمزميز، تصريحات المتهم الأول بخصوص محاولتهما النصب على الضحية، كما قال إن دوره في العملية كان يقتصر على التظاهر بالإصابة بالجنون أثناء عملية الحفر في الوقت الذي يتلو فيه المتهم الأول بعض الآيات القرآنية، لاستخراج الكنز، الذي هو عبارة عن صندوق مملوء بالحلويات على شكل قطع نقدية صفراء اللون، الذي سبق أن دفنه صديقهما الثالث.