مع اغتيال أحمد والي كرزاي، الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، في جنوب البلاد، تبدأ مرحلة من القلق لكابول وحلفائها من دول حلف شمال الأطلسي في هذه المنطقة الاستراتيجية والمهمة في الحرب ضد تمرد حركة طالبان. اغتيال أحمد والي كرزاي يشكل نكسة فعلية لحميد كرزاي وكان أحمد والي كرزاي فرض نفسه في السنوات الماضية بصفته الرجل القوي في قندهار مهد حركة طالبان، بعد رحيل غول آغا شرزائ، حاكم الولاية، الذي عينه الرئيس حميد كرزاي في جلال آباد (شرق). وقال مصدر أمني غربي، في كابول، لوكالة فرانس برس "كان القائد الفعلي للمدينة (قندهار) وجعلها معقلا له". وتقول مريم أبو ذهب، الباحثة الفرنسية في مركز الدراسات والأبحاث الدولية في باريس، "كان أقوى فعليا من حاكم قندهار، لأنه كان يعرف كيفية الاستفادة من كونه شقيق الرئيس". ذ وكان أحمد والي كرزاي يقيم علاقات متناقضة مع الأمريكيين، فرغم أنه كان يتهم، بانتظام، بالضلوع بالفساد وتهريب المخدرات إلا أنه كان أحد أبرز المسؤولين الذين يجري التواصل معهم في ولاية أرسلت إليها واشنطن عشرات آلاف العناصر من التعزيزات منذ نهاية 2009، في محاولة لاستئصال تمرد طالبان. وهو متهم أيضا بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) لتسهيل جمع المعلومات في الولاية، ولقد نفى على الدوام كل الاتهامات التي لم تكن تستند إلى أدلة ملموسة. وكان شخصا لا يمكن توقع تصرفاته، فقد عبر مثلا للحلف الأطلسي، في ماي الماضي، عن استعداده "للانسحاب" من السياسة المحلية، ثم في الشهر التالي خاض حملة كبرى لكي يصبح حاكم ولاية قندهار. ورغم التبني المعتاد من حركة طالبان، فإن دوافع القتل تبقى حتى الآن غامضة، لأن سلطته وأنشطته المتعددة أثارت له الكثير من العداوات. وقالت مريم أبو ذهب "كل شيء ممكن بما يشمل احتمال حصول تنافس قبلي". وقال توماس راتيغ، من شبكة التحليل الأفغاني، مركز الدراسات الذي يتخذ من كابول مقرا له، "قد يكون ذلك ثأرا شخصيا، انتقاما من جرائم ارتكبتها ميليشياته أو شيء ما داخل العائلة أو طالبان ... هناك الكثير من الاحتمالات". وإذا كان من الصعب استباق عواقب مقتله، فإن معظم المراقبين يتفقون على القول إن هذا الزلزال السياسي في جنوبأفغانستان يضعف الرئيس، الذي كانت تعتبر سلطته على البلاد نسبية. وقال كانديس روندو، من مجموعة الأزمات الدولية في كابول إن "حميد كرزاي لم يظهر أبدا بمثل هذا الضعف"، معتبرا أن هذا الاغتيال يعتبر "تحذيرا" قبل بدء العملية الانتقالية. وقال المحلل الباكستاني، رحيم الله يوسفزائي، إن "اغتيال أحمد والي كرزاي يشكل نكسة فعلية لحميد كرزاي، الذي اعتاد أن يعتمد عليه في الكثير من الأمور". وتؤكد مريم أبو ذهب أن "حميد كرزاي دافع على الدوام عن شقيقه، الذي كان مفيدا جدا، سيما في فترة الانتخابات"، فيما قال المحلل الأفغاني، وحيد مجدا إن مقتل أحمد والي كرزاي "سيضعف سلطة بوبلزاي" قبيلة كرزاي. وأضاف أنها أيضا "خسارة كبرى للحلف الأطلسي، الذي هو بحاجة لأصدقاء وحلفاء في كل الجنوب الأفغاني". ويأتي ذلك في فترة حساسة جدا مع بدء نقل المسؤوليات الأمنية من قوات حلف شمال الأطلسي إلى القوات الأفغانية المرتقبة هذا الصيف. وقال توماس روتيغ "ذلك يعتبر أمرا سيئا للغربيين"، سيما الأمريكيين، الذين رغم انتقاداتهم له، كانوا يستعينون به في حملتهم لمكافحة التمرد في الجنوب. ويخشى العديد من المحللين، خاصة، أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع في أعمال العنف في قندهار، التي تعتبر، أساسا، إحدى الولايات الأكثر اضطرابا في النزاع. وقالت مريم أبو ذهب إن "مقتله يمكن أن يؤدي إلى عودة العنف في قندهار، لأنه سيخلق فراغا في ما يتعلق بالكثير من السلطة والأموال".