يثير "نموذج الإصلاح"، الذي ما فتىء يتحقق بالمغرب في ظل محيط إقليمي يتميز ب "تحول عميق"، اهتمام الطبقة السياسية البلجيكية، التي نوهت بالاستفتاء الشعبي الخاص بتعديل الدستور، الذي اقترحه جلالة الملك محمد السادس. وأشاد الفاعلون السياسيون، من مختلف المشارب، بتوجه المغرب نحو مجتمع يتيح لكل مواطن فرصة الاندماج والمساهمة في الحياة العامة. وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس الحركة الإصلاحية، شارل ميشيل، الذي نوه بنتائج استفتاء فاتح يوليوز وبنسبة المشاركة المرتفعة، أن هذه الاستشارة تعد "خطوة أخرى" نحو تكريس نموذج للديمقراطية. وبعد أن أشار إلى انخراط كافة "القوى الحية للمجتمع المدني في المسلسل السياسي الجاري"، أشاد شارل ميشيل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالإجراءات الإصلاحية، التي اتخذت من أجل تطوير العمل السياسي في المملكة. وقال إن المغرب اختار نهج إعادة توازن أفضل للسلطات لفائدة الوزير الأول والمؤسسة التشريعية والنظام القضائي. أما نائب رئيس الحزب الاشتراكي فليب مورو، فقد أكد، من جهته، أن الإصلاحات المتخذة سوف تعمل بشكل "واسع" على الحفاظ على وضع المملكة ضمن الدول المتقدمة والديمقراطية المنخرطة على طريق التحديث والديمقراطية. وبالنسبة لمورو، فإن جلالة الملك فتح الباب "بشجاعة وإصرار"، من أجل القيام بإصلاحات "ثورية" كفيلة بتكريس تجربته المتميزة. وقال مورو، الذي يشغل، أيضا، منصبي عمدة بلدية ملبيك سان جان ومستشار فيدرالي "لا يمكنني إلا أن أشيد بريادة جلالة الملك الذي فتح الطريق بشجاعة وإصرار وعزيمة نحو القيام بإصلاحات ثورية". وأضاف أن المغرب من حقه أن يفخر لأن له "ملك يسهر على تحقيق التحولات واستقرار البلاد في وقت يشهد فيه العالم العربي حركات احتجاجية سياسية واجتماعية واقتصادية". وأشار المسؤول البلجيكي، في السياق نفسه، إلى أنه "خلافا لعدد من الدول العربية الإسلامية، التي تأخرت وتواجه حاليا أوضاعا صعبة جدا وأحيانا قاتلة، فإنني أحيي انخراط المغرب في اتجاه تعزيز مكتسباته الديمقراطية والتحديث". وقال إن المغرب يعطي بذلك المثال كمملكة لها تقاليد عريقة وتتمتع بمشروعية تاريخية تسير بالبلاد نحو تعزيز دولة القانون. وذكر، أيضا، بأن هذه الإصلاحات، التي جرى الشروع فيها قبل سنوات، أخذت منحى مهما مع اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش. وقال "على هذا المستوى يمكنني أن أؤكد أن المغرب محظوظ كثيرا لكونه يتوفر على ملكية تعمل على الدفع بالأمور إلى الأمام. إن الدستور الجديد يحقق إنجازات مهمة جدا". وأوضح أن بلجيكا تلقت بكل "إيجابية" نتائج الاستفتاء على الدستور، مشيرا إلى أن الانخراط الشعبي في هذا الإصلاح يعكس "التزام" العاهل المغربي بتكريس الديمقراطية. وكانت وزارة الخارجية البلجيكية أكدت، يوم الاثنين الماضي، في بلاغ لها، أن "هذه النتيجة تعكس ثقة الشعب المغربي في صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفي التزامه من أجل الديمقراطية". وأضاف البلاغ أن بلجيكا تشيد بالتقدم الذي أحرزته المملكة في مجال الفصل بين السلطات واحترام الحريات العامة والحقوق الأساسية، التي تضمنها النص الدستوري الجديد.