كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ظهور كاميرا عالية التقنية تنتجها شركة "ليترو" في وادي السيليكون الأمريكي الشهير، تساعد المصورين غير المحترفين على التقاط أفضل الصور. وتتوفر الكاميرا الجديدة على ملفات يمكن للمستخدم الضغط عليها ليركز على منطقة معينة يستطيع التقاط صورة لها. والفكرة الخلاقة هنا هي السماح للمستخدم بتعديل الصورة حتى بعد التقاطها وبعد إدخالها على الحاسوب تستطيع أن ترفق في مقدمتها الأشخاص الذين هم في الخلفية وبشكل بارز وواضح جدا، أو أن تنقل الجبال التي خلفهم أمامهم. لكن إنفاق فريق العمل والمستثمرين خمسين مليون دولار على هذه التقنية، يثبت أن هذا كشف جديد في مجال التصوير وليس مجرد خاصية في التصوير ما استدعى ثناء علماء الحاسوب على هذا الكشف. يختصر مؤسس هذه الشركة ورئيسها التنفيذي رين نيج، مائة كاميرا رقمية مثبتة على حاسوب فائق الإمكانات في كاميرا جديدة متاحة للمستهلك العادي في الأسواق. وشرح نيج تصوره هذا في رسالته للدكتوراه سنة 2006 في جامعة ستانفورد وهي الرسالة التي حازت على أفضل رسالة دكتوراه على مستوى العالم في علوم الحاسوب في ذلك العام من اتحاد أجهزة الحاسب. ومنذ ذلك الوقت ونيج يحاول تطبيق هذه الفكرة تطبيقا عمليا، لتكون في شكل منتج يباع في الأسواق، والأهم هو بناء فريق عمل ليساعده في هذه الفكرة وغيرها في ما بعد. وتتميز هذه الكاميرا بقدرتها على التقاط بيانات ضوئية كثيرة وبعيدة جدا ومن زوايا مختلفة وعديدة أكثر بكثير من الكاميرا التقليدية. وتقوم الكاميرا بذلك من خلال أداة استشعار معينة تسمى مصفوفة ميكرولينس، التي تساوي العديد من العدسات في حيز صغير، وهو جوهر هذا الكشف كما قال المشرف على رسالة الدكتوراه الخاصة بنيج، وهو البروفيسور بات هانران الأستاذ بجامعة ستانفورد. لقد تحولت الصور إلى صور حية يمكن للملتقط أن يغير تركيزها كيفما شاء بعد التقاطها. الجميل في الأمر أنه لم يعد المصور بحاجة إلى أن يركز كثيرا أو يكون محترفا فبمقدور أي شخص أن يلتقط أجمل الصور الآن دون أي مشقة. كما أنها أسرع بكثير من الكاميرا التقليدية، لأنه ليس فيها مصراع الكاميرا المعتاد الذي ينبغي غلقه. ويمكن لهذه الكاميرا التقاط كمية كبيرة من البيانات لصور الأبعاد الثلاثية التي يمكن رؤيتها على شاشة الحاسوب ذات الزجاج ثلاثي الأبعاد. وسيكون سعرها كما قالت شركة ليترو في متناول المستهلك العادي ما يعني أنه بضعة مئات من الدولارات لا أكثر، وستباع أولا عبر موقع أمازون والموقع الالكتروني لشركة ليترو. وتقوم الشركة حاليا باستقطاب كبار الخبراء من "غوغل"، و"أبل"، و"أنتل"، و"صن ميكروسيستيمز"، و"ميكروسوفت". واختارت "ليترو" أن تقوم بتصميم الكاميرا بنفسها بدلا من أن تعهد إلى شركات الكاميرات العملاقة مثل "كانون" أو "نيكون"، وستكلف شركة في دولة تايوان بتصنيعها بعد التصميم، لكنها تريد السيطرة الكاملة على تفاصيل الكاميرا نفسها، مثلما تفعل شركة أبل.