احتضنت مدينة الرباط، أمس الخميس، ندوة دولية، بمشاركة دول إسلامية أو ذات أغلبية مسلمة، تحت عنوان "التنمية الاقتصادية من خلال الابتكار العلمي والتكنولوجي". وتأتي هذه الندوة، حسب المنظمين، في إطار البرنامج الأميركي المعروف ب"الابتكار الشمولي من خلال العلم والتكنولوجيا"، الذي انطلق عقب خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في القاهرة، في 4 يونيو 2009، الذي أكد فيه أهمية التواصل مع العالم العربي والإسلامي، من خلال إحداث آليات جديدة للتعاون العلمي والتكنولوجي، لتعزيز التنمية الاقتصادية، تستند إلى جعل اكتشافات المجموعات العلمية الدولية بخصوص الوسائل المبتكرة قاطرة لتحسين مستوى العيش والرخاء الاقتصادي في الدول العربية والإسلامية. وتنظم هذه الندوة وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، على مدى يومين، بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ووزارة الخارجية الأميركية. ويقول المنظمون إنها تشكل مختبرا للأفكار والتجارب الناجحة والأعمال الرائدة الوطنية والإقليمية والدولية، ومنتدى لوضع شراكات بين مختلف الفئات المشاركة، لتطوير برامج للتنمية المستدامة، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية واحتياجات أسواق الشغل المحلية والدولية. وقال أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، في كلمة بالمناسبة، إن "المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، أعلن عن طموحاته، التي تهدف، أساسا، إلى تقوية أسس الأمة، ممثلة في الإسلام والملكية والوحدة الترابية وجميع القيم، التي نتشارك فيها على المستوى العالمي، والمتعلقة باحترام حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية والحرية والمساواة والتضامن". وأضاف أن هذا الخيار ينبني على دمقرطة المؤسسات والنهوض بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الحريات العامة. وأبرز الوزير أن "التطور، الذي يعرفه المغرب المعاصر، سيمكننا من تحقيق ربح كبير، يتمثل في قربنا من أروربا، وانتمائنا للهوية العربية والإسلامية والإفريقية". وأكد أن خيارات المغرب وطموحه انعكس على الأوراش المفتوحة حاليا في العديد من المجالات . من الجانب الأميركي. وقالت كيري آن جونز، نائبة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون المحيطات والبيئة والعلوم، في مداخلة لها، إن هذه الندوة تهدف إلى خلق بيئة مناسبة للإبداع والابتكار، وتبادل الخبرات والمواهب والمعرفة، لتطوير ميدان التكنولوجيا"، وأن "مجالات العلوم والتكنولوجيا تعد أداة أساسية لمعالجة مشاكل المجتمع، وهي عُملة القرن الواحد والعشرين، كما قال الرئيس باراك أوباما". ودعت جونز المشاركين إلى خلق تعاون مثمر لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن الأحداث في المنطقة العربية أظهرت أن الشباب في حاجة إلى فرص شغل. واعتبرت أنه، للحصول على "مناصب شغل، يجب الاستثمار في مجال الابتكار، الذي أصبح ضرورة ملحة لتحقيق التقدم الاقتصادي"، مبرزة أن مستقبل الاقتصاد أصبح مبنيا على الطاقات البشرية، وعلى الابتكار وهما موضوعان يجب الاجتهاد بشأنهما من طرف القطاعين العام والخاص، وأن للدولة دورا مهما، من خلال تشجيع الابتكار والقطاعات المنتجة، والحفاظ على الابتكار، عن طريق سن قوانين تحمي الملكية، ورصد موارد مالية لتحقيق هذا الابتكارعلى أرض الواقع. ودعت المسؤولة الأميركية إلى توفير الإمكانيات المالية للشباب لتنفيذ مشاريعهم المبتكرة، ولاحظت أن مجموعة من البرامج بالمغرب توجد، أيضا، في مصر والأردن، معتبرة أن "جميع المبادرات لها الهدف نفسه، ما يستدعي خلق نظام مرن لتشجيع الابتكار، وضمان تحويله إلى منتوج نهائي على أرض الواقع". ويشارك في هذه الندوة أزيد من 250 عالما وخبيرا وأكاديميا واستشاريا وممثلا للقطاع الخاص، وممثلون وممولون دوليون إقليميون، وشركات صناعية متعددة الأطراف والجهات وأجهزة مؤسساتية، وهيئات خيرية مهتمة بالابتكار الصناعي ودعم التنمية التكنولوجية، من 25 دولة من منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا.