هزت انفجارات قوية العاصمة الليبية طرابلس، أمس الخميس، في وقت ذكر التلفزيون الرسمي أن موجة تفجيرات أخرى وقعت في مدينة "سرت" الساحلية، ومناطق أخرى، دون أن تتضح على الفور طبيعة الأهداف، التي استهدفتها تلك التفجيرات. من آثار قصف الناتو لمجمع العزيزية بطرابلس (أ ف ب) تأتي هذه التفجيرات، التي يُرجح أنها ناجمة عن قصف جوي لمقاتلات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وسط تزايد الانتقادات الموجهة للحلف، على خلفية شكوك في طبيعة تدخله عسكرياً في "حرب أهلية" بين الثوار المناهضين لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي، والقوات الموالية له. وكان رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، وجه انتقادات لاذعة، في وقت سابق، للحملة الجوية، التي يقودها الناتو في ليبيا، التي انطلقت بموجب قرار دولي لحماية المدنيين، قائلاً إن الحلف الأطلسي أساء استخدام التفويض بمحاولاته تغيير النظام والاغتيالات السياسية والاحتلال العسكري. كما قام عدد من أعضاء مجلس النواب الأمريكيين برفع دعوى قضائية، ضد إدارة الرئيس باراك أوباما، يتهمونه فيها ب"تجاوز صلاحيات" الكونغرس في العملية العسكرية، التي تشارك فيها الولاياتالمتحدة، ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. جاءت تلك الانتقادات في وقت تتواصل، للشهر الثالث على التوالي، حملة الناتو الجوية على ليبيا، التي شهدت أخيراً انضمام مروحيات هجومية، قال الناتو إنها "توفر للحلف مرونة في رصد وتتبع ومطاردة الكتائب الموالية للقذافي، الذين يستهدفون المدنيين عمدا ويختبئون في المناطق الآهلة بالسكان". يشار إلى أن الحلف الأطلسي كان أعلن في وقت سابق تمديد عملياته الجوية لثلاثة أشهر، فيما لم يظهر الزعيم الليبي أي مؤشرات للتنحي بعد ثلاثة أشهر من القصف الجوي المتواصل على الكتائب الموالية لنظامه، وتركز أخيراً قرب مقر إقامته في "بيت العزيزية" بالعاصمة طرابلس. من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن 19 عسكريا ليبيا, من بينهم عدد من الضباط، وصلوا، أول أمس الأربعاء, إلى الأراضي التونسية بعد انشقاقهم عن النظام الليبي. وقالت الوكالة إن زورقا ليبيا وصل صباح أول أمس الأربعاء, إلى ميناء (الكتف) التابع لمدينة بن قردان التونسية على الحدود مع ليبيا (520 كلم جنوب العاصمة تونس), وعلى متنه 19 عسكريا من بينهم ضباط, "فروا من ليبيا بعد اشتداد المواجهات المسلحة بين الثوار والقوات الموالية للقذافي". وأفادت الوكالة أن الأمر يتعلق بثاني زورق يقل عسكريين ليبيين يصل إلى ميناء (الكتف) خلال هذا الأسبوع قادما من ليبيا. وكانت صحيفة (الصباح) التونسية ذكرت أن 3 زوارق ليبية وصلت إلى المياه التونسية وعلى متنها 44 ليبيا بينهم ضباط 3 برتبة عميد و27 من الجنود. وفي سياق متصل, قالت الوكالة إن معبر (رأس جدير) الحدودي على الحدود التونسية الليبية, سجل يوم الأربعاء الماضي مرور أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من المعارك الدائرة في المناطق الغربية من ليبيا, أغلبهم من الليبيين