تلقت "المغربية" بيانات من جمعيات صحراوية داخل المغرب وخارجه، تندد بالتعامل غير الإنساني، الذي بات سكان المخيمات في جنوبالجزائر يتعرضون له من قمع واعتقال وحصار.. أمهات صحراويات ينددن بالأوضاع المزرية في المخيمات (أرشيف) خاصة في ضوء الرفض المستمر للجزائر وجبهة بوليساريو بإجراء إحصاء لسكان المخيمات، وتمكينهم من حق التنقل والتعبير عن آرائهم والسماح لهم بتشكيل منظمات بديلة للتعبير عن مواقفهم وتتبع مصالحهم الاجتماعية والمدنية والسياسية، في ظل ما أصبح يعرف بفشل جبهة بوليساريو داخل وخارج المخيمات. وفي هذا السياق، أدانت رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا القمع، الذي يتعرض له سكان المخيمات الصحراوية في تندوف، إذ قال مولاي المهدي الزيني الإدريسي، رئيس الرابطة، إن الأحداث الأخيرة، التي شهدتها المخيمات في الأيام الأخيرة جعلت الصحراويين، سواء المحتجزين في تندوف أو الذين يوجدون في وطنهم المغرب، مقتنعين تمام الاقتناع، أن"جبهة بوليساريو تستعمل قضية الصحراء كأصل تجاري". وأضاف، في تصريح ل"المغربية"، أول أمس الخميس، أن "هذا الأصل التجاري مسجل ومحفظ لدى النظام الجزائري، منذ 1975"، وقال "عندما طفح الكيل وأراد الصحراويون التعبير عن مواقفهم مما يحدث داخل المخيمات وإبلاغ صوتهم بشأن تقرير مصيرهم، تعرضوا للقمع والاعتقال وزج بأبنائهم في السجون". وشجب رئيس رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا الدور الجزائري في التنكيل بالصحراويين المناهضين للمشروع الجزائري، وقال "شرع النظام الجزائري في إدخال الصحراويين إلى طاحونة، منذ ما يزيد عن 35 سنة، ولم يتوقف هذا النظام عن استعمال الصحراويين كوقود لمشروعه الرامي إلى التضييق على المغرب ومعاكسة وحدته الترابية، بل استمر في تشتيت العائلات الصحراوية وتقسيمها إلى يومنا هذا". وللتعليق على الأنباء، التي تتحدث عن إرسال عناصر من ميليشيات بوليساريو للقتال إلى جانب كتائب القذافي، قال الزيني الإدريسي "إن السيل وصل الزبى، عندما زج بأبناء المخيمات الصحراوية في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، مضيفا أنه عمل غير إنساني ويتسم بالعدوانية ويزرع الفرقة بين شعوب المغرب العربي، مفسرا ذلك برغبة النظام الجزائري في مساعدة نظام القذافي، وهو أمر من الأمور، التي عودنا عليها حكام الجزائر الذين اختاروا معاكسة حقوق الشعوب في الأمن والوحدة والسلام، وقرروا السباحة ضد التيار. من جهتها، أدانت بشدةجمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا، التي يوجد مقرها بفرنسا، في بلاغ، توصلت به "المغربية"، القمع الذي تعرض له الشباب الصحراوي، خلال التظاهرات التي نظمت، اخيرا، بمخيم للبوليساريو جنوبالجزائر، معربة عن " قلقها إزاء سلامته". وكانت قوات بوليساريو شنت، الأسبوع المنصرم، حملة اعتقالات وتنكيل وملاحقة في حق متظاهرين، كما اقترفت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حق الشباب الصحراوي بأحد مخيمات تندوف. ونوهت الجمعية، في بلاغ لها، ب"شجاعة" هؤلاء الشباب معربة عن "تضامنها مع الضحايا وعائلاتهم". كما نددت بشدة بجميع أشكال العنف والمس بحقوق الإنسان، التي اقترفها (بوليساريو) في مخيمات تندوف. ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى "التحرك بشكل عاجل من أجل إطلاق سراح هؤلاء الشباب والضغط على البوليساريو والجزائر من أجل تمكين الصحراويين بهذه المخيمات من حقهم في التعبير والتنقل بكل حرية". وأكدت الجمعية أنه على غرار صحراويي مخيمات تندوف والصحراويين بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فإن جميع أعضائها "مقتعنون بأن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، يشكل الحل السياسي الأكثر عدلا، من شأنه تمكين الصحراويين من تدبير شؤونهم تحت السيادة المغربية". وعبرت الجمعية عن اقتناعها أن " حالة الجمود لن تزيد إلا في استمرار معاناة مواطنينا المحتجزين في تندوف الذين ترفض البوليساريو والجزائر إحصاءهم من طرف المفوضية السامية للاجئين". وناشد رئيس رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا المنظمات الإنسانية والجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية من أجل التدخل العاجل لإحصاء الصحراويين المعنيين من أصل مغربي داخل المخيمات وفرزهم عن باقي سكان المخيمات المتحدرين من أصول صحراوية جزائرية وموريتانية وتشادية، كما دعت الرابطة الجهات الدولية الرسمية وغير الرسمية للضغط على جبهة بوليساريو والجزائر، من أجل تمكين الصحراويين من حقوقهم بما فيها حق التنقل والتعبير، والتجمع، والاحتجاج. أما منتدى مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا ب"فورساتين"، فطالب بفرض حماية أممية للصحراويين في تندوف، وتمتيعهم بوضع يسمح لهم بالخروج من سيطرة الجزائر عليهم، ودعا أعضاء المنتدى، بشكل خاص، في بيان توصلت به "المغربية" إلى حماية الصحراويين، الذين يتبنون مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي لمشكل الصحراء ينهي مأساة صحراويي تندوف ويعجل بلم شملهم بإخوانهم وأهاليهم بأرض الوطن، كما شدد بيان فورساتين على ضرورة فتح مخيمات تندوف أمام مصطفى سلمى للتعبير والدفاع عن آرائه من داخل تندوف.