خلفت الانقطاعات المتوالية للماء الشروب، التي أضحت مزمنة، بمكناس، سواء في الشتاء أو الصيف، استياء وتدمرا عميقين لدى سكان العاصمة الاسماعيلية موقع عين بيطيط ويظهر جليا تعكر مياهها (خاص) إذ لم يتحمل المواطنون وزر حرمانهم من الماء لساعات عديدة، دون اعتبار للحاجة الماسة لهذه المادة الحيوية من طرف المؤسسات الصحية والتعليمية والمقاهي والمطاعم والمساجد والفنادق. وأمام هدا الوضع، ومن أجل رفع أي لبس من شأنه أن يخلق الشوشرة بين اوساط السكان، نظمت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس، وبتنسيق مع ولاية جهة مكناس تافيلالت، زيارات ميدانية، بداية الأسبوع الماضي، حضرها ممثلو وسائل الإعلام المحلية والوطنية، إلى مواقع العيون المزودة لمدينة مكناس بالماء الصالح للشرب، حيث وقفوا على واقع الحالة، التي توجد عليها مياه هذه العيون، وتلقوا شروحات وإيضاحات من طرف الرشيد مولاي المهدي، رئيس مصلحة استغلال الماء والتطهير بالوكالة، الذي أوضح أن أسباب إقبال الوكالة على الانقطاعات المكرهة راجع بالأساس إلى التساقطات المطرية، التي تتسبب في تغيير لون المياه، جراء ترسبات أوحال على مستوى الفرشة المائية المغدية لعيون ريبعة وبطيط ، المزودة الرئيسية للمدينة، ما يجعلها غير قابلة للتوزيع، ما أضطر معه مسؤولو الوكالة إلى الاستعانة باقتناء المياه التابعة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وهو الإجراء الذي يغطي 50 في المائة فقط من حاجيات المواطنين. ولجأت الوكالة المستقلة إلى توزيع هذه المياه بطريقة منتظمة، في انتظار أن تعالج خزانات شبكاتها الحضرية حتى تعود إلى حالها الطبيعي، خصوصا بعد إنجاز مشروع محطة لمعالجة مياه عيون ريبعة وبيطيط. وأوضح الرشيد أن هذه الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب ناتجة عن مشكل بنيوي بالأساس، مذكرا بالإجراءات التي سبقت الإشارة إليها خلال آخر لقاء تواصلي، السنة الماضية، بحضور والي جهة مكناس تافيلالت والمتمثلة في إنشاء محطة سيتكلف بإنجازها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بصبيب 600 لتر في الثانية، لمعالجة مياه عيون ريبعة وبيطيط. كما أشار إلى أن الشركة، التي أوكل إليها إنجاز هذا المشروع هي بصدد وضع اللمسات الاخيرة للمصادقة على التصاميم النهائية للمحطة، التي حددت تكلفة انجازها في 120 مليون درهم، ستكون جاهزة متم يونيو سنة 2012، مضيفا أن انعكاسات انجاز المشروع الإيجابية، التي سيستفيد منها حوالي 605 آلاف نسمة، ستخلق 216 ألف يوم عمل، و24 منصب شغل دائم، وستضمن، بالتالي، تزويد مدينة مكناس بالماء الصالح للشرب طيلة أيام السنة دون انقطاع.